حليف للنظام يؤكد استمرار قواته في سوريا رغم التصعيد الإسرائيلي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في تطور لافت يعكس تعقيد المشهد السوري وتشابك المصالح الإقليمية، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية استمرار وجود ميليشياتها العسكرية في سوريا دون أي تغيير، في موقف يحمل دلالات عميقة على مستقبل الصراع في المنطقة، حسب مراقبين.

وجاء هذا التأكيد على لسان كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر حاجي، الذي شدد على أن “وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا مستمر”، نافياً وجود أي قرارات بتغيير حجم القوات الإيرانية في الأراضي السورية، حسب تعبيره.

وتكتسب هذه التصريحات أهمية استثنائية في ظل التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق الذي شهدته الساحة السورية مؤخراً، حيث تعرضت مواقع في العاصمة السورية دمشق ومدينة حمص لسلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية.

وتزامن هذا التصعيد مع زيارة مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني إلى دمشق، في مشهد يعكس تعقيدات العلاقات الإقليمية وتشابكها.

ويأتي الموقف الإيراني في وقت كشفت فيه وكالة “رويترز” عن معلومات تفيد بانسحاب كبار ضباط ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني من سوريا، والتوجه نحو الاعتماد بشكل أكبر على الميليشيات المحلية المتحالفة معه.

وأثار هذا التناقض الظاهر بين التصريحات الرسمية والتقارير الإعلامية تساؤلات عديدة حول حقيقة الوضع على الأرض وطبيعة الاستراتيجية الإيرانية في سوريا.

وفي سياق متصل، شهد يوم أمس الخميس تصعيداً عسكرياً غير مسبوق تمثل في غارتين إسرائيليتين متزامنتين استهدفتا منطقة المزة وسط دمشق ومنطقة قدسيا في ريف العاصمة.

وجاءت هذه الغارات بعد ساعات من استهداف منطقة “السيدة زينب” جنوبي العاصمة، في تطور يشير إلى تصاعد حدة المواجهة بين إسرائيل ووجود الميليشيات الإيرانية في سوريا.

وحول ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي فراس السقال لمنصة SY24: “منطقة الشرق الأوسط على شفا بركان نشط، والأوضاع عموماً تسوء يوماً بعد يوم، وأمس كان هناك تصعيد إسرائيلي في سورية غير مسبوق، فأكثر من خمس مواقع استهدفها القصف الإسرائيلي في قلب العاصمة دمشق، حيث أن هذا القصف كان يهدف إلى ضرب قيادات وعناصر لحزب الله وإيران وفصيل الجهاد الإسلامي الفلسطيني”.

وأضاف أن: “الشياطين التي تفجّر المنطقة برمتها وتلعب بمصيرها هي: إسرائيل وإيران والنظام السوري”.

وتابع: “القصف الإسرائيلي على سورية واستهداف قادة عسكريين دليل على أنّ إيران ومن معها من ميليشيات ما يزالون في سورية ومقراتهم نشطة، وأظنهم يُغيّرون مقارهم بشكل دائم خوفاً من الاستهداف، فهم من جهة أنهم مُختَرَقون من قبل العدو الصهيوني، ومن جهة أخرى يتعرضون للخيانة من قبل النظام السوري الذي يُعين الاستخبارات الإسرائيلية في كشف مواقعهم وتحركاتهم”.

ورأى أن: “اللعبة الخبيثة التي تلعبها إيران وحزب الله أنهم يختارون مواقعهم ضمن المناطق المكتظة بالمدنيين والأبرياء، فهم بذلك يتخذون الأطفال والنساء والمدنيين دروعاً بشرية، ولكن العدو الآخر هو مثلهم لا يأبه بالأرواح والمدنيين على الإطلاق، فهذه غزة ولبنان شاهد عيان على انتهاكات العدو الصهيوني”.

وختم قائلاً: “الشعب السوري يعيش في حقل ألغام مُحاط بأعداء كثر أولهم النظام السوري (حاكمهم الظالم)، والثاني المليشيات الإيرانية، والثالث ميليشيات حزب الله اللبناني، والرابع القصف الإسرائيلي”.

ويرى محللون أن إصرار إيران على الإعلان عن ثبات وجودها العسكري في سوريا يحمل رسائل متعددة الأبعاد، فمن جهة، يؤكد التزام طهران الاستراتيجي تجاه حليفها النظام السوري، ومن جهة أخرى، يمثل رسالة تحدٍ واضحة لإسرائيل والقوى الإقليمية المناوئة للنفوذ الإيراني في المنطقة.

وتشير التقديرات الأمنية إلى أن استمرار وجود الميليشيات الإيرانية في سوريا، مع تصاعد وتيرة الضربات الإسرائيلية، قد يدفع المنطقة نحو تصعيد عسكري أوسع نطاقاً.

ويثير هذا الوضع مخاوف جدية حول احتمال تحول الأراضي السورية إلى ساحة مواجهة مباشرة، في حين يواجه النظام السوري تحديات متزايدة في ظل هذا التصعيد، إذ يجد نفسه في موقف يتطلب موازنة علاقاته مع حلفائه الإيرانيين والروس، مع ضرورة التعامل مع تداعيات الضربات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، حسب مراقبين.

كما يثير هذا الوضع مخاوف جدية حول سلامة المدنيين في المناطق المستهدفة وتأثير التصعيد العسكري على الأوضاع الإنسانية المتردية أصلاً.

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبدو أن الساحة السورية مقبلة على مرحلة جديدة من التصعيد العسكري والتوتر السياسي، فالإصرار الإيراني على الحفاظ على وجود ميليشياتها العسكري، مقابل استمرار الضربات الإسرائيلية، يضع سوريا أمام منعطف خطير قد تكون له تداعيات بعيدة المدى على مستقبل المنطقة بأكملها، وفقاً لعدد من الخبراء والمراقبين.

مقالات ذات صلة