خطوة روسية جديدة في الجنوب السوري.. ما الهدف منها؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تفيد الأنباء الواردة من الجنوب السوري بتعزيز روسيا لوجودها العسكري في درعا والقنيطرة، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات حول الأسباب وراء هذه الخطوة بالتزامن مع تعقيدات المشهد الإقليمي بسبب إيران وتحركات ميليشياتها العسكرية هناك.

وتحدث الجنرال ألكسندر روديونوف، نائب قائد القوات الروسية في سوريا، عن إنشاء تسع نقاط مراقبة مشتركة مع قوات النظام السوري، نافياً بشكل قاطع ما تردد عن انسحاب قواته من المنطقة.

ويأتي هذا التحرك الروسي في توقيت بالغ الحساسية، حيث تشهد المنطقة الحدودية مع إسرائيل توتراً متصاعداً، مع تزايد التحركات العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود السورية من جهة الجولان، والتي تترافق في بعض الأحيان مع قصف مدفعي لمواقع داخل الأراضي السورية.

وتشير التحليلات العسكرية إلى احتمالية توسع النزاع الحالي ليشمل الجبهة السورية، مع ترجيحات بإمكانية قيام إسرائيل بعملية عسكرية برية في جنوب سوريا.

ورأى مراقبون أن موسكو تسعى إلى تحقيق عدة أهداف في آن واحد، فمن جهة، تؤكد روسيا التزامها بحماية حليفها النظام السوري وتعزيز قدراتها على رصد ومراقبة التحركات العسكرية في المنطقة.

من جهة أخرى، ترسل رسائل واضحة لجميع الأطراف الإقليمية مفادها أنها لاعب رئيسي في المنطقة، وأن أي تغيير في الوضع القائم يجب أن يأخذ مصالحها في الاعتبار.

وحول ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي فراس السقال لمنصة SY24: “إن منطقة الشرق الأوسط متجهة إلى التصعيد مع وقع الجنون الإسرائيلي، والسكوت الدولي عن ممارسات الصهيونية في فلسطين ولبنان وسورية، إضافة إلى الخنوع والذل العربي لحكام المنطقة وما حولها”.

وأضاف: “أمّا الدول الكبرى فهي كعادتها أخطبوط يريد السيطرة على كل ما تصل إليه أذرعه، لا سيما روسيا وأمريكا، وروسيا اليوم تقوم بعملية التفاف على ما تلاقيه في أوكرانيا المدعومة أمريكياً، يعني تريد بشتى الوسائل أن تسيطر على الأوضاع في سورية لتكون الورقة الرابحة في خصومتها مع أمريكا في أوكرانيا”.

ولفت إلى أنه: “من السيناريوهات المحتملة التفاوض مع أمريكا للتخلي عن سورية مقابل تخلّي أمريكا عن دعم أوكرانيا وهذا بعيد، أو التمدد والتوسّع في سورية، وعرقلة الزحف الإسرائيلي المتوقع، مقابل خفض الإمداد الأمريكي لأوكرانيا، لا سيما أنّ الرئيس الجديد ترامب له سابقة في التفاهم مع بوتين أكثر من بايدن، أو أنها تريد الندية الحقيقية مع إسرائيل، عقب القصف المستمر لسورية، ودون أي اعتبار لمصالح روسيا في المنطقة، ولعل هذا يأتي ضمن ضوء أخضر أمريكي لما فيه من الخلافات بين ترامب ونتنياهو”.

وختم قائلاً: “لا أتوقع أي مواجهة بين روسيا وأمريكا في الأيام القادمة فالودّ متبادل بين ترامب وبوتين، في حين أن المستفيد القوي في جميع هذه السيناريوهات هو نظام المجرم بشار الأسد، والمتضرر الأكبر هو التواجد الإيراني في سورية”.

واعتبر محللون آخرون أن هذا التطور الروسي سيكون له تأثيرات مهمة على موازين القوى في المنطقة، وعلى العلاقات الروسية- الإسرائيلية، كما سينعكس على الملف الإيراني في سوريا، حسب وجهة نظرهم.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد العربي لمنصة SY24: إن ما يحدث هو من: “تداعيات الحرب الإسرائيلية على حزب الله وتمدده في لبنان وسورية ومعه التواجد الإيراني المساند عسكرياً، فقد تم اتخاذ قرار إسرائيلي معلن بالقضاء على التواجد العسكري لحزب الله ومعه المستشارين الإيرانيين في سورية، وقد تابعنا ضرب الإسرائيليين لحزب الله في كل من سوريا ولبنان”.

وأضاف: “وبما أن سورية في الجزء الخاضع لسيطرة النظام تحت السلطة الفعلية لروسيا، فروسيا لم ترفض بشكل علني ما فعله الصهاينة بحزب الله والتواجد الإيراني المصاحب في سورية بل هي راضية ضمنا عن تقليل نفوذ ايران في سورية، ولكن روسيا تعتبر النظام السوري تحت حمايتها ولذلك تعتبر تحركات روسيا في الجنوب السوري رسالة للصهاينة بأن النظام السوري تحت الحماية الروسية وأنه ممنوع أن تفكر إسرائيل بعمل عسكري واسع ضد النظام السوري كما هدد الصهاينة أكثر من مرة”.

ورأى أن: “النظام السوري يلعب مع كل الأطراف ليبقى محافظا على سلطته المهددة، فهو يغازل إيران ويتعهد للعرب الخليجيين بأنه سيبتعد عن إيران، ويظهر للصهاينة سرا وعلنا قبوله الضمني بكل عمليات الاستئصال لحزب الله والإيرانيين في سورية تحت دعوى عجزه عن الرد، كما يعتبر الولاء لروسيا أساساً لضمان حكمه حتى تحصل متغيرات جديدة”.

ووسط كل ذلك، يمكن القول إن التعزيز الروسي لوجودها في جنوب سوريا يمثل تطوراً استراتيجياً مهماً يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي وحساسية المرحلة الراهنة.

وبينما تسعى موسكو لتأكيد دورها كلاعب رئيسي في المنطقة، تبقى التحديات كبيرة أمام جميع الأطراف لتجنب التصعيد وضمان الاستقرار في منطقة تعد من أكثر مناطق الشرق الأوسط حساسية،  وفق الخبراء والمراقبين.

مقالات ذات صلة