كيف يتأقلم أهالي إدلب مع غلاء المعيشة؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في ظل الأزمات الاقتصادية التي تضيق الخناق على سكان إدلب، تزداد معاناة الأهالي يومًا بعد يوم مع ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، يعاني معظم السكان من شح الموارد وانخفاض القدرة الشرائية، مما يجعل تأمين المواد الأساسية تحديًا يوميًا.

حلول مؤقتة وسط أزمة خانقة

مع الارتفاع الحاد في أسعار الوقود، مثل المازوت والغاز، اتجه العديد من السكان إلى استخدام بدائل غير تقليدية، كاستخدام بقايا الأشجار والمخلفات الزراعية للتدفئة.

كما اعتمد البعض على مواد مثل “الجفت” الناتج عن عصر الزيتون، رغم تأثيراته البيئية والصحية، بالإضافة إلى الألبسة المستعملة أو حتى البلاستيك أحيانًا.

يقول أبو محمد، أحد سكان ريف إدلب الجنوبي: “أصبحنا نجمع أي شيء يمكن استخدامه كوقود، حتى بقايا الأثاث القديم”، ويضيف: “هذا الحل ليس آمنًا، لكنه الخيار الوحيد المتاح لتدفئة أطفالنا في هذا البرد القارس”.

توفير المواد الغذائية الأساسية

غلاء السلع الأساسية، مثل الخبز والسكر والزيت، أجبر الكثير من العائلات ذات الدخل المحدود على شراء المواد الغذائية من الأسواق الشعبية لتقليل التكاليف، كما توجه بعضهم إلى الزراعة المنزلية لتوفير الخضروات الأساسية.

تقول أم مصطفى، ربة منزل من قرية الرامي بريف إدلب الجنوبي: “بدأت بزراعة البندورة والخس والبقدونس في أواني صغيرة حول المنزل”.

وتشير إلى أن الزراعة المنزلية تحتاج إلى تكاليف متعددة، لكنها تبقى أوفر بكثير من الخضار المتوفرة في الأسواق.

قوة الجماعة في التعاون الاجتماعي

رغم التحديات، شكلت الأزمة الاقتصادية دافعًا لتعزيز التضامن الاجتماعي بين سكان إدلب، كتبادل المواد الغذائية أو الأدوات المنزلية بين الجيران، إضافة إلى مبادرات مجتمعية تجمع التبرعات لتوزيع المساعدات على الأسر المحتاجة.

يقول أبو يزن، أحد سكان مدينة أريحا: “نحن نتشارك كل شيء مع الجيران؛ من الحطب إلى الطعام”، ويضيف: “في هذه الظروف، لا يمكن لأحد أن ينجو بمفرده، والتعاون يخفف من معاناتنا مهما كانت قاسية”.

بين الصمود والانهيار: التأثير النفسي والاجتماعي للأزمة

لا يقتصر تأثير غلاء الأسعار على الجوانب المادية، بل يمتد ليشمل الحالة النفسية والاجتماعية للسكان، مثل: تصاعد الضغط النفسي على الأهالي نتيجة صعوبة تأمين الاحتياجات اليومية، وزيادة النزاعات الأسرية بسبب الأعباء المالية المتزايدة.

ورغم التحديات، دفعت الأزمة العديد من الشباب للبحث عن أعمال إضافية أو ابتكار مشاريع صغيرة لتحسين الدخل.

يقول أبو خالد، أب لثلاثة أطفال: “أحيانًا أشعر بالعجز عندما لا أستطيع توفير ما تحتاجه عائلتي. لكنني أعمل في أي شيء يمكنني إيجاده لتأمين لقمة العيش”.

رغم الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي إدلب في ظل الغلاء المستمر، يظهر السكان قدرة كبيرة على الصمود والتكيف. من خلال الحلول الفردية والجماعية، يسعون للحفاظ على كرامتهم وتجاوز هذه المحنة.

ومع ذلك، تبقى الحاجة ملحة لدعم أكبر من المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي للتخفيف من معاناتهم وتحسين حياتهم اليومية.

مقالات ذات صلة