في إدلب.. حملة لتوفير الكتب المدرسية للطلاب مجاناً

Facebook
WhatsApp
Telegram

تعاني محافظة إدلب وريفها من أزمة حادة في نقص الكتب المدرسية، حيث يواجه آلاف الطلاب والطالبات تحديات كبيرة في الحصول على الكتب اللازمة لإكمال تعليمهم، ومع ارتفاع تكاليف الطباعة وضعف القدرة الشرائية للأسر السورية نتيجة الأزمة الاقتصادية المستمرة، يلجأ العديد منهم إلى استخدام الكتب القديمة، التي غالباً ما تكون ممتلئة بحلول مكتوبة من قبل طلاب سابقين، مما ينعكس سلباً على مستوى فهمهم للمناهج الدراسية وتحقيقهم للتفوق الأكاديمي.

هذه الأزمة شكلت جزءاً من التحديات التي تواجه القطاع التعليمي في المنطقة، ما استدعى تدخلات مجتمعية ودعماً منظماتياً لسد الفجوة وضمان استمرار العملية التعليمية، وما زالت حملة “علمني” التي أطلقتها منظمة “بارقة أمل” النسائية مستمرة في محافظة إدلب وريفها، في إطار مساعٍ لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن الأسر السورية، عبر طباعة وتأمين الكتب المدرسية بشكل مجاني،إذ تأتي هذه الحملة لتساهم في دعم الأسر العاجزة عن توفير تكاليف الكتب المدرسية التي تصل إلى حوالي 15 دولارًا للنسخة الواحدة، في وقت يعاني فيه الطلاب من نقص الكتب.

قالت منسقة الحملة، السيدة “سوسن السعيد” في حديث خاص مع مراسلة SY24، إن “الحملة نجحت حتى الآن في تأمين 36 ألف كتاب مدرسي، تم توزيعها على 4600 طالب وطالبة في تسعة مدارس بمدينة إدلب، بما في ذلك مدرستان خاصتان بالطلاب الأيتام”، وأوضحت “السعيد” أن الحملة جاءت استجابة لحاجة العوائل التي تعجز عن شراء الكتب وتضطر إلى إعادة استخدام النسخ القديمة التي تحتوي على حلول مكتوبة من طلاب سابقين، مما يؤثر سلباً على مستوى التحصيل الدراسي للأطفال.

وتحدثت إحدى الأمهات عن معاناتها في تأمين الكتب لأطفالها الأربعة، مشيرة إلى أن تكلفة طباعة الكتب أو شرائها تصل إلى حوالي 60 دولارًا، أي نصف راتب زوجها الشهري، وقالت إن الحملة تشكل بارقة أمل لها ولعائلات أخرى في تحمل جزء من التكاليف.

وأضافت “السعيد” أن الحملة لا تزال تواصل عملها بجهود تطوعية، حيث ساهم أفراد وجهات مختلفة في تأمين الكتب لهذا العام، وأشارت إلى أن الحملة قد غطت نحو ثلث احتياج المرحلة الأولى في مدارس مدينة إدلب، حيث بلغ العدد الإجمالي للطلاب في هذه المرحلة حوالي 12 ألف طالب وطالبة.

وأكدت “السعيد” أن جهات أخرى مثل “قطر الخيرية” ستساهم في توزيع عدد إضافي من الكتب بعد الانتهاء من طباعتها، ومن المتوقع أن يتم التوزيع في الفصل الدراسي الثاني.

يذكر إلى أن حملة “علمني” بدأت بتبرعات من فريق “بارقة أمل”، وتمكنوا من تأمين الكتب لـ 400 طالب في المرحلة الأولى من الحملة، وكانت المبادرة صدقة جارية عن روح السيدة “رئيفة سميع” التي توفيت في زلزال شباط الماضي، فيما بعد توسعت الحملة لتشمل مدرسة أخرى تضم 600 طالب، بفضل مساهمات المغتربين السوريين.

تستمر حملة “علمني” في طباعة وتأمين الكتب المدرسية لتخفيف العبء عن كثير من الأسر في مدينة إدلب، معبرة عن تضافر الجهود المجتمعية للمساهمة في دعم التعليم، وضمان حق الأطفال في الحصول على التعليم الجيد، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة.

مقالات ذات صلة