تفيد الأنباء الواردة من ريف دير الزور بتطورات أمنية متلاحقة سواء على صعيد تحركات قوات سوريا الديمقراطية ضد ميلشيات مساندة لنظام السوري، أو على صعيد إطلاق النظام حملات تمشيط ضد داعش وصفها مراقبون بأنها “وهمية”.
وفي المستجدات، نفذت قوات الأمن الداخلي “الأسايش” التابعة لقسد عملية أمنية أسفرت عن اعتقال ثلاثة عناصر من المجموعات المسلحة المدعومة من النظام السوري في منطقة دير الزور.
وبحسب بيان صادر عن قوات الأسايش، فإن العناصر المعتقلين متورطون في هجمات استهدفت القوات الأمنية والعسكرية، حيث كانوا قد فروا سابقاً إلى مناطق غرب الفرات قبل أن يعودوا متسللين بهدف تنفيذ عمليات أمنية جديدة تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة.
وحول تلك التطورات، قال الناشط السياسي مالك عبيد لمنصة SY24: “يشهد الخط الشرقي في ديرالزور توتر ما بين قوات قسد وقوات النظام حيث جرت اشتباكات بين قوات الطرفين نتيجة عملية أمنية قامت بها قوات قسد أسفرت عن اعتقال مجموعة قامت بخروقات تجاه قوات قسد، إذ تشهد هذه المنطقة القريبة من منابع النفط اشتباكات بين الفينة والأخرى، حيث تقوم قوات النظام بدعم فصيل عشائري بالسلاح من أجل اختراق مواقع قسد من أجل إحراز تقدم على هذه الجبهة، حيث تعتبر قوات قسد أن الاقتراب من هذه المنطقة خط أحمر كونها الشريان الحيوي الذي يغذي قوات قسد بالنفط واستثماره وحرمان قوات النظام منه بشتى الوسائل، علما أن قوات النظام تقوم بشراء النفط من قسد بواسطة سماسرة وبأثمان عالية لا يستطيع المواطن شراءه بهذه الأسعار، مما يؤدي ذلك إلى معاناة كبيرة وخاصة نحن على أبواب الشتاء، وعادة يتم تسيير قوافل النفط التي تصل إلى النظام عبر هؤلاء السماسرة إلى مناطق دمشق وإلى المناطق الغربية وحرمان أهالي المنطقة الشرقية منه بسبب الفقر وعدم القدرة على شرائه، وفي كل الأحوال لن يكون هناك استقرار في هذه المنطقة مالم يكون هناك انفراج سياسي يضمن حقوق الجميع وإقامة دولة ديمقراطية تعددية يسودها القانون ونبذ الطائفية والمناطقية والعرقية”.
في المقابل، أطلقت قوات النظام السوري حملة تمشيط جديدة في بادية دير الزور الشرقية، أثارت تساؤلات مراقبين حول جديتها في مكافحة تنظيم داعش، لافتين إلى أن تكرار الحملات دون نتائج ملموسة على الأرض، إضافة إلى استمرار هجمات داعش رغم الحملات المتتالية، يضاف إليها التركيز على التمركز العسكري في البادية أكثر من ملاحقة التنظيم وغياب الاستراتيجية الواضحة في مكافحة التنظيم.
وتضم الحملة المزعومة، حسب المراقبين، قوات من الفرقتين 17 و18، وتستهدف مناطق بادية الميادين والقورية وصبيخان، بدعم جوي روسي، ومن المقرر أن تستمر العملية لمدة خمسة أيام، حيث تأتي رداً على تصاعد هجمات تنظيم داعش على مواقع قوات النظام وميليشياته في المنطقة خلال الفترة الأخيرة.
وفي هذا الجانب، رأى الناشط السياسي مالك عبيد، أن “هذه الحملة كغيرها من الحملات لن تسفر عن شيء سوى إرهاب الأهالي الذين ينتشرون في هذه البادية بحثا عن المراعي لأغنامهم، حيث بات من الصعب جدا الحصول على الأعلاف في ظل ارتفاع أسعارها ولم يبق سوى الترحال في تلك البادية المترامية، حيث حدثت عدة حوادث مؤلمة للرعاة في هذه البادية وتم قتل العديد منهم والاستيلاء على أغنامهم بحجة داعش وخلايا داعش، من قبل المليشيات العابرة للحدود مدعومة بقوات النظام والطيران الروسي الذي يمشط البادية باستمرار”.
وتابع: “نحن نعلم بأن داعش انتهت إلى غير ذي رجعة منذ زمن ولكن هناك المليشيات الإيرانية العابرة للحدود والمليشيات الرديفة التي تتلبس بلباس داعش كي توهم العالم بأن التنظيم لا يزال موجوداً مما يعطي مشروعية للنظام ويعزز مكانته الدولية بأنه لا يزال يحارب الإرهاب وإن الإرهاب لا يزال موجوداً، وبالتالي تعطيل كل الحلول السياسية التي تفضي إلى تطبيق القرارات الدولية ومنها القرار 2254 القاضي بانتقال سياسي وإقامة دولة ديمقراطية تعددية تضمن الحرية والمساواة للجميع”.
ووسط كل ذلك، تشير هذه الأحداث إلى أن المنطقة الشرقية من سوريا لا تزال تشهد حالة من عدم الاستقرار الأمني، مع استمرار التنافس بين مختلف القوى المسيطرة، وتواصل نشاط التنظيمات المسلحة المختلفة، مما يؤثر سلباً على الوضع الأمني والإنساني للسكان المحليين، بحسب مراقبين.