تلعب هيئات ومنظمات المجتمع المدني دورًا محوريًا في دعم حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، خاصة في شمال سوريا، إذ تعاني النساء من ظروف معيشية صعبة نتيجة النزوح والصراعات، فتسعى هذه الجمعيات والمنظمات والجهات الإنسانية من خلال الفعاليات التوعوية والأنشطة المجتمعية إلى تسليط الضوء على قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتمكين المرأة من حقوقها، وتعزيز بيئة تحميها من الانتهاكات.
في إطار حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، أطلقت جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية بالتعاون مع عدة جمعيات ومنظمات مجتمع مدني، فعالية مميزة تحت عنوان “كوني سر قوتك”، تهدف الحملة إلى تعزيز الوعي بقضايا العنف ضد النساء وتمكينهن، من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تركز على دعم النساء وتزويدهن بالمعرفة والأدوات اللازمة لمواجهة التحديات.
“محمد رامز خوجة” ، مدير مشروع حماية في جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية، أكد في حديث خاص إلى SY24 أن هذه الفعالية تأتي في سياق الجهود المستمرة لمكافحة العنف وتعزيز دور المرأة في المجتمع، لافتاً إلى أهمية أن خلق بيئة آمنة من قبل فرق الحماية تساعد النساء على تعزيز قدراتهن من خلال البرامج التي تنظمها مراكز الجمعية المجتمعية.
وأضاف أن الفعالية تتضمن عدة أهداف رئيسية، أولها رفع الوعي حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، وذلك من خلال عرض مسرحية تبرز أشكال العنف المختلفة التي تتعرض لها النساء، مما يساعد في زيادة الفهم العام لهذه القضية المهمة، كما تهدف الفعالية إلى تمكين المرأة عبر تنظيم جلسات توعية تركز على حقوقها وكيفية المطالبة بها، إضافة إلى بناء أسر متماسكة من خلال ورش عمل تركز على أهمية الاحترام المتبادل والتعاون داخل الأسرة.
من الأنشطة البارزة أيضًا نشاط “البصمة”، الذي يشجع المشاركين على وضع بصماتهم كدليل على تضامنهم مع الحملة ومساهمتهم في إنهاء العنف ضد النساء.
أقيمت الفعالية في عدة مراكز مجتمعية في مناطق حزانو وكللي وقاح في ريف إدلب، وشارك فيها متحدثون وأخصائيون من الجمعية بالإضافة إلى نساء من المجتمعات المحلية، كما يشمل برنامج الفعالية عروضًا توعوية، لتعريف المشاركين بالمراكز والخدمات التي تقدمها الجمعية، بالإضافة إلى عرض مسرحية تجسد معاناة النساء جراء العنف، إضافة إلى ورش عمل وجلسات حوارية تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز المشاركة الفعالة في بناء مجتمعات أكثر احترامًا واحتواءً للنساء
تعد حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة هي حملة عالمية سنوية تُنظم من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني حول العالم والتي بدأت منذ عام 1991، من قبل “تحالف النساء من أجل حقوق الإنسان والتنمية” في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم اختيار الفترة الزمنية من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر لإقامة الحملة، وذلك لتزامنها مع يوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة (25 نوفمبر) واليوم العالمي لحقوق الإنسان (10 ديسمبر).
عموماً تهدف الحملة إلى تسليط الضوء على الأشكال المختلفة للعنف الذي تتعرض له النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العنف الجسدي والجنسي والنفسي والاقتصادي، وتعزيز الوعي العام حول هذه القضية. كما تشجع الحملة على اتخاذ إجراءات من قبل الحكومات والمجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية لتوفير الدعم والحماية للنساء المتضررات من العنف.