أدى التصعيد العسكري المتواصل من قبل قوات النظام السوري وحلفائه على المناطق السكنية في ريفي إدلب وحلب إلى موجة نزوح غير مسبوقة، حيث أجبرت القذائف المدفعية والغارات الجوية آلاف العائلات على الفرار من منازلها.
ووفقًا لتقرير فريق منسقو استجابة سوريا، فقد تجاوزت أعداد النازحين حتى يوم الأربعاء 28 تشرين الثاني أكثر من 10 آلاف عائلة، أي ما يعادل 57 ألف نازح، مع استمرار عمليات الإحصاء اليومية.
النزوح الأكبر منذ خمس سنوات
أكد الفريق في بيان عاجل أن هذه الموجة تعد الأكبر منذ خمس سنوات نتيجة التصعيد العسكري المكثف الذي يستهدف المناطق السكنية والبنى التحتية في إدلب وحلب، القصف لا يراعي القوانين الدولية والإنسانية، حيث يتم استهداف الأسواق والمدارس والمرافق العامة، مما يفاقم المعاناة ويضاعف أعداد الفارين بحثًا عن الأمان.
ظروف إنسانية مأساوية تواجه النازحين
تعاني العائلات النازحة من غياب شبه كامل للمأوى، مما يضطرها إلى اللجوء للأراضي الزراعية والعراء في ظل غياب أي تجهيزات أساسية، وتزداد الأزمة تفاقمًا مع انخفاض درجات الحرارة وغياب وسائل التدفئة والمستلزمات الشتوية، مما يجعل هذه العائلات في مواجهة مباشرة مع ظروف مناخية قاسية تهدد حياتهم.
مناطق اللجوء تعجز عن استيعاب النازحين
رغم أن النازحين يتوجهون إلى مناطق يُعتقد أنها أكثر أمانًا، إلا أن هذه المناطق أصبحت غير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة، فالكثافة السكانية في المخيمات والمناطق المستضيفة بلغت حدها الأقصى، وسط غياب الدعم الإنساني الكافي لتوفير الغذاء والماء والرعاية الصحية للعائلات.
نداء عاجل للمنظمات الدولية
وجه فريق منسقو استجابة سوريا نداءً عاجلًا إلى المنظمات الإنسانية والجهات الدولية للعمل الفوري على توفير مراكز إيواء مؤقتة مجهزة بالمستلزمات الأساسية، كما دعا إلى إطلاق برامج طارئة لتأمين الغذاء والماء النقي والرعاية الصحية، مع التركيز على تقديم الدعم الشتوي الضروري، بما في ذلك البطانيات ومواد التدفئة والملابس.
تحذيرات من الدفاع المدني السوري
في ظل استمرار القصف، أصدرت فرق الدفاع المدني السوري تحذيرات للمدنيين لتقليل التجمعات والتنقل عبر الطرقات، ودعت إلى البقاء في غرف داخلية واتخاذ إجراءات السلامة الممكنة لحماية الأرواح من مخاطر الهجمات العشوائية التي تستهدف الأسواق والمدارس والطرقات.
تفاقمت الأوضاع الإنسانية في شمال غرب سوريا إلى مستويات حرجة، حيث أصبح آلاف النازحين في مواجهة البرد والجوع دون أي ضمانات للحماية أو الإغاثة، ومع استمرار التصعيد العسكري، يتطلب الوضع استجابة دولية عاجلة لتخفيف معاناة المدنيين، وضمان توفير الحماية والمساعدات الإنسانية للعائلات التي تعيش في ظروف قاسية تهدد حياتها ومستقبلها.