شهد اليوم الثالث من معركة “ردع العدوان” معارك مكثفة ومتواصلة أسفرت عن تغييرات جذرية في خريطة السيطرة العسكرية في ريفي حلب وإدلب، إذ بدأت المعركة بتقدم ملحوظ لفصائل المعارضة التي استطاعت توسيع رقعة سيطرتها بشكل استراتيجي.
وفي التفاصيل، حققت الفصائل العسكرية إنجازاً نوعياً بتحرير منطقة ريف حلب الغربي بالكامل، مع التوغل بعمق والاقتراب أكثر من محيط مدينة حلب نفسها.
وشكلت بلدة خان طومان نقطة محورية في هذا التقدم، حيث سيطرت الفصائل عليها بعد معارك عنيفة، واستولت خلالها على أربع دبابات كغنائم حربية.
ولم تتوقف العمليات عند هذا الحد، بل توسعت لتشمل بلدة زيتان وبلدة المنصورة، اللتين سقطتا بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري، إضافة إلى إعلان السيطرة على قرية الصالحية جنوبي حلب.
أما في محور سراقب، فقد نجحت الفصائل في التوغل بعمق، مع السيطرة على بلدة خان السبل على طريق إم فور، وإحكام سيطرتها على نقاط استراتيجية في محيط المدينة.
وازداد الوضع تعقيداً للنظام مع تدمير دبابة في حرش الصحفيين بمحيط حلب إثر استهدافها بصاروخ دقيق، حسب إدارة العمليات العسكرية.
وفي ريف إدلب الشرقي، واصلت الفصائل توسيع نطاق سيطرتها من خلال تحرير عدة قرى ذات أهمية استراتيجية، حيث سقطت قرى أبو قنصة وتل كراتين والطلحية في يد المعارضة العسكرية، مما عزز موقعها الميداني وأضعف خطوط دفاعات النظام.
في المقابل، كان هناك تطور ميداني لافت تمثل في الانسحاب الروسي من مواقع حساسة، خاصة في تل رفعت بريف حلب ومعصران بريف إدلب، ما أثار تساؤلات عديدة حول التغيرات الاستراتيجية المحتملة في المنطقة، حسب مراقبين.
وعلى الجانب الآخر، واصل النظام السوري محاولات التعويض عبر القصف المكثف، حيث استهدفت الطائرات الحربية أراضي زراعية في قرية تقاد غربي حلب، وشنت غارات جوية على بلدة خان العسل، كما وجهت قوات النظام قصفاً مدفعياً على بلدات داديخ وجوباس شرقي إدلب.
كما أطلق النظام قصفاً صاروخياً على مدينة الباب شمالي حلب، مستهدفاً منطقة الصوامع وسوق الهال الجديد، في محاولة للضغط على الفصائل وإرباك خطوط دفاعها.
وأكد مراقبون على أن الملاحظ في هذه المعركة هو الزخم العسكري الكبير للفصائل، والتقدم المتسارع الذي يهدد بتغيير معادلات السيطرة في المنطقة بشكل جذري.
وفي السياق، برزت موجات النزوح المستمرة من القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس، مما يعكس التداعيات الإنسانية الصعبة لرد النظام وحلفائه الانتقامي على هذه المعارك، وفقاً لمراقبين.
وقال فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان، إنه خلال الـ 36 ساعة الماضية، سجل استهداف المنطقة بأكثر من 126 هجوم من قبل قوات النظام السوري، كما شنت الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام السوري بأكثر من 85 غارة جوية.
كما تسببت هذه الهجمات الموسعة والتي تعد الأكبر منذ ست سنوات الى نزوح أكثر من 10,894 عائلة (58,207) نسمة، حسب البيان.