تشهد محافظة إدلب منذ أيام حركة نزوح غير مسبوقة بسبب التصعيد العسكري المكثف من قبل قوات النظام السوري وروسيا، الهجمات الجوية التي تجاوزت 500 غارة في فترة وجيزة أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين، بالإضافة إلى كثير من الإصابات، مع تفاقم الأوضاع، يعيش الأهالي رحلة نزوح قاسية وسط برد الشتاء، متوجهين إلى مناطق مجهولة أو حدودية بحثًا عن الأمان.
معاناة النازحين في العراء ومناطق غير مجهزة
شهدت مدينة إدلب وأطرافها نزوح آلاف العائلات إلى مناطق مفتوحة أو قريبة من الحدود التركية، العديد من العائلات اضطرت للنوم تحت الأشجار أو في سياراتها، في ظل درجات حرارة منخفضة وصعوبة تأمين مستلزمات التدفئة، “أبو سعيد”، أحد النازحين من مدينة إدلب إلى أطرافها الغربية، يقول: “غادرنا منازلنا تحت القصف دون أن نتمكن من أخذ أي شيء معنا، نقضي الليل في السيارة مع أطفالي، بينما نمضي نهارنا تحت أشعة الشمس لتدفئة أجسادنا”.
الانتقال إلى مخيمات الحدود
مع امتلاء المخيمات الحالية، توجهت فرق الإغاثة لمحاولة استيعاب الأعداد الجديدة، وسط تحذيرات من نقص الإمكانات، المتطوع “أحمد”، العامل في إحدى المنظمات الإنسانية شمالي إدلب، يوضح: “نعمل جاهدين لتأمين الخيام، لكن الأعداد الهائلة فاقت قدراتنا، الوضع صعب للغاية”.
تعطيل المؤسسات التعليمية والخدمية
بسبب القصف العنيف. توقفت الجامعات والمدارس عن العمل، مما زاد من معاناة الطلاب والكوادر التعليمية، أُغلقت الأسواق والمتاجر أيضًا خوفًا من الهجمات المتواصلة، ما أدى إلى شلل شبه كامل للحياة اليومية في المدينة، “فاطمة”، معلمة في مدرسة المتفوقين بمدينة إدلب، تقول: “قُصفت المدرسة بشكل مباشر وتدمر قسم كبير من بنيتها التحتية، وهذا يتطلب وقتًا وجهدًا طويلين لإعادة ترميمها”.
تصاعد أعداد النازحين وتحذيرات من كارثة إنسانية
وفقًا لمنسقو استجابة سوريا، فإن حركة النزوح الأخيرة هي الأكبر منذ أشهر. مع استمرار الهجمات على مناطق متفرقة من الشمال السوري. إذ تشير الإحصائيات إلى خروج آلاف العوائل باتجاه مناطق أكثر أمانًا على الحدود. وسط تحذيرات من استمرار التصعيد العسكري في المنطقة. الذي قد يؤدي إلى زيادة النزوح وتفاقم الوضع الإنساني.خاصة في المخيمات التي تعاني أصلًا من اكتظاظ ونقص في الخدمات الأساسية.
الوضع الإنساني في إدلب يزداد سوءًا مع استمرار القصف وتصاعد حركة النزوح. في ظل هذه الظروف، تبدو الحاجة ملحّة لتدخل عاجل من المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لحماية المدنيين وتأمين المساعدات اللازمة للنازحين.