بعد سنوات من الحرب التي ألقت بظلالها الثقيلة على مدينة حلب، يقف سكانها اليوم في مواجهة تحديات كبيرة تتنوع بين إعادة الإعمار، توفير الخدمات الأساسية، وإعادة الحياة الاقتصادية والتعليمية إلى طبيعتها، رغم كل هذه المصاعب، تبقى إرادة أهالي المدينة مدفوعة بالأمل لبناء مستقبل أفضل لأبنائهم.
جهود الترميم وإعادة بناء المنازل
تعمل منظمات محلية ودولية على تقديم الدعم المالي والتقني لإعادة بناء الأحياء المدمرة، ومع ذلك، يظل نقص التمويل عائقًا أمام الترميم الشامل. يقول “أبو أحمد”، أحد سكان حي حلب الجديدة: “بيتي تضرر خلال غارة جوية على الحي قبل أسبوع، الآن أعمل على ترميمه بمساعدة منظمات إنسانية وأخي المغترب في ألمانيا”.
تحسين إمدادات المياه والكهرباء
تحدثت السيدة “فاطمة”، من حي الحمدانية، عن تحسن الوضع المائي: “المياه انقطعت لأيام قليلة خلال تحرير المدينة، لكن الجهات المعنية أعادت ضخها سريعًا بعد صيانة المحطات، الوضع الآن مستقر”.
أما الكهرباء، فما زالت تُوزع لساعات محدودة. يوضح المهندس “خالد”، مسؤول في قطاع الكهرباء: “نقوم بتشغيل الكهرباء وفق جدول تقنين بسبب نقص الوقود. نعمل على تحسين الوضع تدريجيًا ونتوقع زيادة ساعات التغذية قريبًا”. في ظل هذا التحدي، يعتمد السكان على بدائل مثل المولدات والألواح الشمسية للتغلب على نقص الكهرباء.
استئناف النشاط التجاري بعد التحرير
تحدث “أحمد”، صاحب محل تجاري في سوق المدينة، عن ظروف العمل بعد التحرير: “أغلقنا محلاتنا لمدة أسبوع بسبب الاشتباكات وعدم استقرار الوضع الأمني، بعد تحرير المنطقة وتأمينها، استأنفنا العمل تدريجيًا”.
وأشار إلى أن الأمن والاستقرار كانا أساسيين في عودة النشاط التجاري: “مع تأمين السوق، بدأت الحركة التجارية بالانتعاش، والناس متحمسون للعودة إلى حياتهم الطبيعية”.
إعادة تأهيل الجامعات ودعم الكوادر التعليمية
في إطار تحسين الوضع التعليمي، وجهت وزارة التعليم العالي في إدلب التابعة لـ”حكومة الإنقاذ” دعوة للعاملين في جامعة حلب للعودة إلى وظائفهم قريبًا. عبّر الطالب “علي”، الذي يدرس الهندسة المدنية، عن تفاؤله: “عودة الأساتذة تعني أن مستقبلنا الأكاديمي بات أكثر وضوحًا. ونحن متحمسون لتحقيق أحلامنا”.
رغم الأزمات المتلاحقة. يُظهر أهالي حلب قدرة استثنائية على العمل لإعادة بناء مدينتهم. عودة الخدمات الأساسية. انتعاش الأسواق. واستئناف العملية التعليمية كلها مؤشرات على بداية التعافي، مع استمرار الجهود المحلية والدولية، تبقى حلب رمزًا للإرادة والتحدي، في طريقها نحو مستقبل أفضل وأكثر استقرارًا.