الشاعر “إبراهيم اليوسف” لـ SY24: معادلة الصراع في سورية أسيرة الفوضى.. والنظام سقط مع أول صرخة

Facebook
WhatsApp
Telegram
الشاعر السوري الكردي "إبراهيم اليوسف"

أسامة آغي - SY24

الشعر والأدب الحقيقيان يولدان من معاناة الناس ونزف أرواحهم، وهما تكثيف جميل لتداخل الحلم بالواقع لإنجاب السحر الذي يجعلنا نقاوم الموت والقتل ونلمّ أشلاءنا لنبدأ من جديد ببناء وطن يليق بضحكة أطفالنا.

موقع SY24 أراد سبر تصورات الشاعر السوري الكردي “إبراهيم اليوسف” فكان هذا الحوار.

سقط النظام رغم بقائه:

سألنا الشاعر إبراهيم اليوسف كيف يقرأ المشهد السياسي السوري الراهن بعد مرور سبع سنوات على انطلاقة الثورة فأجاب: لم يعد المشهد السوري يحتمل الحديث في توقع ما سيتمّ لا سيما على صعيد السيناريوهات الكبرى بعد أن أدلى جميعنا عواماً ونخباً بدلاء التكهنات وكانت البداية: هل سيسقط النظام أم لا ؟.

ويضيف الشاعر إبراهيم اليوسف: سقط النظام ولكنه لا يزال في الواجهة، وهذا توصيف قد يبدو غريباً، النظام الحديدي الذي يحكم بالنار سقط مع أول صرخة حين هتفت الجماهير “الشعب يريد اسقاط النظام” وكنا ننتظر نعوته التي تأجلت.

وهذا النظام الذي لا يزال في الواجهة يُدار من قبل الجهات المتحكمة منه وهو لا يدير مصائر من يفترض أنه معني بهم، لقد أصبحت الفوضى وحدها هي الفاعلة ونحن الآن أمام حضيض مستنقع الدمار والدم.

وتابع الشاعر: مشكلة السوريين أن النخب التي تنطعت لقيادتهم لم تصل إلى القيادة نتيجة نضالها الميداني المتواصل في الداخل وإنما نتيجة رضى دوائر الجهات المتحكمة، وما يزيد هذا المستنقع مأساوية هو أن هؤلاء السدنة لا يزالون متمسكين بزمام الأمور ومن بينهم من كانوا مقرّبين من آلة النظام أو من عدادها حتى بعد الثورة:

أمريكا غير جادة في حلّ الصراع:

وسألنا الشاعر إبراهيم اليوسف عن رأيه في مآلات الصراع السوري وهل سيأخذ هذا الصراع أشكالاً أخرى فأجاب: “صارت كل مفردات معادلة الصراع أسيرة الفوضى لإن سلسلةً لا متناهية من الأيدي باتت تزيد من دائرة لهيب هذا الصراع إلى الدرجة التي لم يعد هناك من هو خارج هذه اللعبة، فأمريكا في الحقيقة غير جادة في وضع حدٍ للحرب التي اشتعلت في سورية، وهي التي كانت قادرة أن تضع حداً للنظام الأسدي خلال الأسابيع الأولى من الثورة”.

ويضيف: لم نرد من أحدٍ مؤازرتنا كسوريين بل كنا نريد منهم ألا يدعموا النظام ميدانياً ومعنوياً فلولا دعم العالم المتفرج على ما يفعله في بداية الثورة لما استطاع أن يطلق رصاصة على المتظاهرين الأبرياء، القتل في سورية كان مرخّصاً والدم السوري كان رخيصاً.

المثقفون الكرد غير قادرين على فعل شيء:

وقلنا للشاعر إبراهيم اليوسف أن البعض يقول أن حزب الPYD ذهب بالقضية الكردية في سورية إلى حافة الصراعات مما أضرّ في هذه القضية فأجاب: أرى أن واقع القضية الكردية هو كواقع القضية السورية، إذ أن جميعهم يرفض جميعهم، فالنظام وحقيقة العقل الشوفيني الذي تحدّر منه هذا النظام سعى لعزل الكرد وتشويه صورتهم عبر عقود، وكانت الأدبيات الكردية تؤمن بوطن واحد تركز على التعايش ضمن حدود البلاد مع الشريك الآخر.

ولكن وبعد الثورة هناك من حاول الإيهام بمشاريع أخرى وللعلم فإن الPYD لم يسع لتأسيس دولة كردية بل سعى للاندماج مع الآخر ولكن عبر مشروع فضفاض ما جعله يخسر محيطيه الكردي والعربي.

وبيّن الشاعر اليوسف: أن “النخب الثقافية الكردية غير قادرة على فعل شيء إزاء ما يتمُّ فهي مبعدة عن واجهات المعارضة وبعيدة تاريخياً عن النظام، والنخب الكردية لا تملك وسائل إعلام ولا مراكز دراسات ولكنهم غيورون على قضيتهم وعلى شعبهم السوري ككل، لذلك يمكن القول أن الجبهة الثقافية الكردية باتت مشتتةً وغير قادرة على إحداث فعل التأثير المطلوب في الوقت الراهن”.

الإبداع الأدبي الذي لم يكتمل:

وسألنا الشاعر إبراهيم اليوسف هل يعتقد أن الشعر والأدب والفن السوري في مرحلة الثورة استطاع مواكبتها والتعبير عنها، فأجاب: “كتبت في هذه الأبواب مقالات عديدة ولي أكثر من كتاب مطبوع بهذا الخصوص، ولكن أصحاب الأقلام الحرة لم يقصّروا في رصد يوميات الثورة بكل لحظاتها وتفاصيلها، ولكن كانت أكثر هذه الكتابات توصيفيةً تفاؤليةً في لحظة ما ويائسةً في لحظة أخرى، وفي اعتقادي وبعد سقوط النظام وعودة الوطن إلى أهله سيكون بين أيدي الدارسين الكثير مما كُتبَ في هذا المجال ولا بدّ من غربلته للاحتفاء بالجدير منه ولاستخلاص ملامح الإبداع في ظل الثورة”.

أؤمن بالتيارات الثقافية والفكرية:

وسألنا الشاعر إبراهيم اليوسف إن كان يؤمن بفصل المستقبلين السياسيين العربي والكردي عن بعضهما في سورية، فأجاب : “ناقشت نسخة المشروع الثقافي التنويري لتيار المستقبل الكردي ولكن ابتعدت عنه عندما غدا تياراً سياسياً، ولم ارد لصديقي الشهيد مشعل التمو الانخراط فيه لأنه كاد أديباً وشاعراً ولديه مقومات المفكر، نعم لقد صغت أكثر من بيان لتيار المستقبل الكردي ولم أنقطع عن مؤازرة هذا التيار”.

ويتابع اليوسف: أنا إنساني الرؤى، وظللت أحرص على معادلة علاقتي بالشركاء، وقد قدّمت للمجلس الوطني السوري الذي كنت قد شغلت فيه عضوية أمانته العامة قبل أن أتركه في أواخر أكتوبر عام 2012 ورقة اتحاد تنسيقيات شباب الكرد وكانت عبارة عن مشروع الفيدرالية التي أؤمن بها في سورية التعددية المقبلة.

ويضيف اليوسف: أمام نخبنا السورية جميعها مهماتٍ ملحةً تكمن في إعادة ترميم ما خربته الحرب، فلقد انخرط بعض مثقفينا في هذه اللعبة نتيجة ردات فعل أو توجيهات دوائر سعت لتشويه صورة الكردي وإقامة جدارٍ عالٍ بين الكرد والعرب وهو ما خدم النظام.

مقالات ذات صلة