أكدت تقارير غربية متطابقة أن مخيم الهول شرق سوريا يشكل اختبارا لمستقبل سوريا الجديدة، معتبرة أن الحكومة المؤقتة ستتحمل المسؤولية عن هذا المخيم.
ولفت تقرير صادر عن صحيفة The Jerusalem Post إلى أن الحكومة المؤقتة تريد استعادة كامل الأراضي السورية، ومن الضروري أن يكون مخيم الهول أحد الأماكن التي تتحمل الحكومة مسؤوليتها عنها، لافتة إلى وجود أشخاص من 60 دولة في المخيم.
وحذّرت التقارير من خطورة نشوء جيل جديد من أعضاء داعش، “إذ تضم مناطق المخيم مؤيدين متشددين لداعش أغلبهم من النساء، يربين الأطفال في قطاعاتهم ويغرسون فيهم أفكار داعش”.
وأشارت التقارير إلى أن نحو 60% من السكان هم دون سن 18 عاماً، و44% منهم دون سن 12 عاماً.
وأكدت على أن مخيم الهول يشكل حالة اختبارية، وقد نسيها المجتمع الدولي إلى حد كبير، واصفة ما يجري بأنه “مثال مهم على قِصَر النظر في السياسات وما يحدث عندما يتم إلقاء المتطرفين في منطقة على أمل أن يتعامل معهم شخص آخر”.
وحول ذلك، قال الناشط السياسي يوسف الشامي، المهتم بملف داعش والبادية السورية لمنصة SY24: “إنه من المهم التركيز على هذه البقعة الجغرافية وأقصد هنا مخيم الهول، فالأحداث والتطورات المتسارعة تتطلب التفكير ملياً ما هو مصير هذا المخيم، وفي حال تقدمت قوات إدارة العمليات العسكرية أو الجيش الوطني السوري لتحرير مدينة الرقة أو الحسكة أو عموم المنطقة الشرقية كيف ستتعامل مع هذا المخيم ومن بداخله من عائلات سورية وعراقية ومن جنسيات أخرى؟ هذا هو السؤال الأبرز اليوم”.
ولفت إلى أن هناك الكثير من الأصوات التي تتعالى من داخل المخيم للمطالبة بتحييدهم عن أي قتال أو مواجهات مرتقبة في المنطقة، داعياً الدول إلى الإسراع للتدخل وإخراج رعاياها من المخيم، كما طالب القبائل والعشائر السورية بالتحرك لإجلاء كل العائلات السورية القاطنة في المخيم، وفق تعبيره.
وفي سياق متصل، أعرب مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي ووكيل وزارة الهجرة والمهجرين كريم النوري عن مخاوف عميقة بشأن مخيم الهول السوري، الذي بات يشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار الإقليمي، وفق تعبيرهما.
وخلال اجتماع بين الأعرجي والنوري، قبل يومين، جرى التأكيد على ضرورة توحيد الجهود وتذليل الصعوبات التي تواجه عودة النازحين، مع التركيز على الضغط على الدول العربية والغربية لسحب رعاياها من المخيم الذي بات يشكل بؤرة خطرة للتهديدات الأمنية.
وبدأ العراق منذ أيار/مايو 2021 عملية إعادة تدريجية للعائلات العراقية من المخيم، حيث يتم إخضاع العائدين لبرنامج شامل لإعادة التأهيل النفسي والمجتمعي قبل السماح لهم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية.
وتتصاعد التحذيرات الإقليمية خاصة مع التغيرات المتسارعة في سوريا والتي قد تخلق فراغًا أمنيًا يستغله تنظيم داعش للتحرك وإعادة انتشاره، وفق موقع thecipherbrief.
وفي ظل هذه التحديات المعقدة، يبقى مخيم الهول رمزًا حيًا للتداعيات المستمرة للصراع في سوريا والعراق، ومصدر قلق رئيسي للأطراف الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف، حسب مراقبين.