أكدت طهران أن الديون المستحقة على نظام الأسد السابق ستتحملها الحكومة القادمة في سوريا، معتبرة أن معاهداتها واتفاقياتها ما تزال قائمة.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الذي أشار إلى أن هناك مبالغة بحجم ديون سوريا لإيران، مبينا في ذات الوقت أن: “المعاهدات الثنائية بين إيران وسوريا ما تزال قائمة وستنتقل للحكومة القادمة”.
وأضاف: “نأمل بمرحلة انتقالية سلمية في سوريا لحفظ سيادتها ووحدة أراضيها ولتشكيل حكومة شاملة”.
وزعم قائلاً: “علاقاتنا تاريخية مع سوريا ونريد الخير لها وسياساتنا ستستمر في هذا الاتجاه. ونفضل عدم استخدام مصطلح وشيك بشأن فتح سفارتنا في سوريا لأن ذلك يتطلب تحضيرات”.
وذكر أنه لم تتشكل حكومة انتقالية سورية بالمعنى المتعارف عليه وسنحدد علاقتنا معها في الوقت المناسب، حسب تعبيره.
وحول ذلك، قالت الناشطة السياسية مريم الأحوازي لمنصة SY24: “إن قضية تحصيل الديون أو استمرار الاتفاقيات بين طهران وسوريا لم تعد ممكنة لأن السوريين لن يقبلوا بوجود إيران على أراضيهم، وبالتالي لن يستطيعوا تحصيل أي ديون كانت لهم على الأسد الساقط”.
وأضافت: “من البديهي أن النظام الجديد لن يقبل بالمعاهدات التي أبرمتها إيران مع نظام الأسد السابق، فاليوم سوريا دخلت مرحلة جديدة وما كان لإيران سابقا قد انتهى وهي الخاسر الأكبر اليوم”، مؤكدة أن الديون اتي تطالب بها إيران الحكومة المؤقتة مبالغ فيها جدا، حسب تقديراتها.
وتابعت: “إيران ستعوض خسارتها في سوريا من جيوب الشعب الإيراني الرافض لتدخلاتها في دول المنطقة”.
وفي سياق متصل، كان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني السابق، حشمت الله فلاحت بشه، قد أفاد بأن الديون المستحقة لإيران على سوريا تتراوح بين 20 و30 مليار دولار. مؤكداً ضرورة تحصيلها وفقاً للقانون الدولي.
وشدد فلاحت بشه على أن الهيكل السياسي والإداري الجديد في سوريا سيكون ملزماً بسداد هذه الديون للشعب الإيراني.
ونهاية العام 2023، أظهرت وثيقة سرية مسربة من مؤسسة الرئاسة للنظام الإيراني. نشرتها مجموعة “قيام تا سرنكوني”. أن طهران أنفقت أكثر من 50 مليار دولار لحماية نظام الأسد السابق في سوريا.
وأشارت الوثائق إلى أن التزام النظام السابق الوحيد هو تحديد سداد نحو 18 مليار دولار. ليس نقدا بل على شكل مشاريع وخطط ليس لها مبررات فنية واقتصادية ولا ضمانات للتنفيذ.
ومؤخرا. أعلن المستشار العسكري للمرشد الأعلى لإيران ورئيس ميليشيا الحرس الثوري الإيراني سابقا، اللواء “يحيى رحيم صفوي”، أن التدخل الإيراني في سوريا لم يكن مجانيا. وأن روسيا تستفيد أكثر من إيران جراء تدخلها في سوريا ودعمها لـ (النظام السابق). مشيرا في الوقت ذاته إلى أن إيران وقعت الكثير من العقود في سوريا.