بوتين: فصائل المعارضة السورية تغيرت!

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن فصائل المعارضة العسكرية التي حاربت قوات نظام الأسد السابق قد “تغيرت”، لافتا إلى أن الدول الغربية تتواصل مع هذه الفصائل ما يعني أنهم ليسوا “إرهابيين”، حسب تعبيره.

جاء ذلك في تصريحات لافتة، اليوم الخميس، إذ قال بوتين: “إن الدول الغربية تتواصل مع فصائل المعارضة السورية ولو كانوا إرهابيين لما فعلت ذلك وهذا يعني أنهم تغيروا”.

وأضاف: “أن فصائل المعارضة السورية التي حاربت القوات الحكومية شهدت تغييرات داخلية”.

وفي هذا الجانب قال الناشط السياسي محمد عيد لمنصة SY24: “إنه يمكن تفسير تلك التصريحات على أنها جس نبض حكومة أمر الواقع في دمشق، ولكن الغاية الوحيدة التي يتطلع إليها بوتين وقيادته هي الحفاظ على قواعده الدافئة في المتوسط، وأعتقد أنه صدرت تسريبات من حكومة أحمد الشرع في دمشق أنها مستعدة لفتح صفحة جديدة مع القيادة الروسية، وأعتقد أيضا أن هذا ما شجع بوتين على هذه التصريحات”.

وأضاف: “لكن السؤال الأهم: هل سيمر هذا التقارب لو حصل، دون انتفاضة على مستوى كامل التراب السوري من أولياء الدم الذين ينتظرون بفارغ الصبر جر بوتين مع الأسد و خامنئي إلى محكمة الجنايات الدولية؟”.

وفي السياق، كشف بوتين في تصريحاته عن إجلاء نحو 4 آلاف مقاتل إيراني من الأراضي السورية، في خطوة تعكس تعقيدات المشهد الإقليمي وتداخل المصالح بين القوى الفاعلة في سوريا، حسب مراقبين.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن موسكو تحتفظ بقنوات اتصال مفتوحة مع جميع الأطراف والجماعات الفاعلة على الساحة السورية.

وفيما يتعلق بالوجود العسكري الروسي، لفت بوتين إلى ضرورة دراسة مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، مقدماً مقترحاً جديداً لاستخدام هذه المنشآت لأغراض إنسانية، في محاولة لتعزيز الدور الروسي المتعدد الأبعاد في المنطقة.

وفي تطور لافت، أعلن بوتين عن نيته إجراء لقاء مع رأس النظام السابق، بشار الأسد، مشيراً إلى أنه لم يلتقِ به حتى الآن، وفق تعبيره.

وحول ذلك، قال الباحث السياسي رشيد الحوراني لمنصة SY24: “إن روسيا تحاول أن تظهر دائما بمظهر القوي وأنها قوة عالمية مؤثرة على الساحة الدولية، ومن هذا المنطلق تقول إنها لم تهزم في سوريا، أما من الناحية الميدانية نستطيع أن نقول إنها لم تُهزم، لكن النصر العسكري أو الإنجاز العسكري في سوريا لصالح النظام المؤقت لم تستطع أن تُترجمه إلى نصر سياسي وهذا يُسجل عليها”.

وأضاف: “وفي ما يتعلق بالاحتفاظ بالقواعد الروسية في سوريا، فالأمر يقع ضمن ترتيبات معينة، وأعتقد في ضوء التوافقات الإقليمية والدولية القادمة بأن القواعد الروسية في سوريا لن يكون مستقبلها جيداً ولن تكون في حرية من الحركة والنشاط كما كانت قبل سقوط النظام السابق، وستخضع في حال استمرار بقائها على الأرض السورية وخاصة في طرطوس واللاذقية إلى شروط دولية صارمة، مثلها مثل اتفاقية مونترو التي حددت الحركة لصالح تركيا في أوائل القرن الماضي، أي أعطت تركيا السيطرة على مضائق البوسفور والدردنيل والتحكم بها وفق شروط معينة، وبالتالي نفس الأمر ينطبق على القواعد الروسية في حال رغبة روسيا باستمرار وجودها في سوريا”.

وتابع: “أما حديثه بما يتعلق عن نيته الحديث مع بشار فيندرج في إطار إعطاء صورة أن روسيا لا تترك حلفائها من هذا المنطلق ليس أكثر، ولكن أن يتحدث مع الأسد بما يتعلق بسوريا المستقبل فأستبعد ذلك لأن روسيا وتركيا متفقتان إلى حد ما على أن تدير تركيا ما بقي من الساحة السورية”.

ورأى مراقبون آخرون أن تصريحات بوتين تكشف عن عدة مؤشرات مهمة، فهي تؤكد إعادة تموضع روسيا في المشهد السوري، مع الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وتأثيرها في المنطقة.

كما يشير إجلاء المقاتلين الإيرانيين إلى تحول محتمل في موازين القوى الإقليمية، وقد يعكس رغبة روسية في موازنة العلاقات مع مختلف الأطراف الفاعلة في المنطقة، وفقاً للمراقبين، الذين اعتبروا أن روسيا تسعى للحفاظ على مكتسباتها في سوريا مع إعادة صياغة دورها بما يتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة، وفق وجهة نظرهم.

مقالات ذات صلة