في خطوة لافتة على الساحة اللبنانية والسورية، وصل الرئيس السابق لـ”الحزب التقدمي الاشتراكي” اللبناني، وليد جنبلاط، إلى العاصمة السورية دمشق اليوم الأحد 22 كانون الأول، على رأس وفد رفيع المستوى من السياسيين والنواب والوزراء. من بينهم ابنه تيمور جنبلاط، رئيس الحزب الحالي، بالإضافة إلى وفد من رجال الدين.
تأتي هذه الزيارة في سياق التفاعلات السياسية الجديدة في المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024. حيث تعد زيارة جنبلاط أول زيارة رسمية لمسؤول لبناني إلى سوريا عقب هذا التحول التاريخي.
في دمشق، التقى “جنبلاط” مع “أحمد الشرع”، قائد “إدارة العمليات العسكرية” السورية. والذي أثار العديد من التصريحات المهمة خلال اللقاء.
الشرع: أنقذنا المنطقة من حرب إقليمية
حيث أكد “الشرع” أن سوريا أنقذت المنطقة من حرب عالمية ثالثة. مشيراً إلى أن وجود الميليشيات على الأراضي السورية كان يشكل قلقاً كبيراً لدول المنطقة.
وأضاف أن سوريا قد دخلت مرحلة جديدة في بناء الدولة، مشدداً على ضرورة “الابتعاد عن الثأر”.
وأشار “الشرع” إلى موقف سوريا الثابت في احترام سيادة لبنان ووحدة أراضيه. مؤكداً أن دمشق لن تتدخل بشكل سلبي في الشأن اللبناني مستقبلاً.
علاقات استراتيجية بين البلدين
فيما تطرق إلى أهمية العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، حيث وصف لبنان بـ”العمق الاستراتيجي” لسوريا. معبراً عن أمله في بناء علاقة وثيقة تساهم في الاستقرار المشترك.
أما فيما يخص الوضع اللبناني الداخلي، أعرب “الشرع” عن أمله في انتهاء الانقسام الطائفي في لبنان. داعياً إلى أن تحل “الكفاءات مكان المحاصصة” في إدارة شؤون البلاد.
وفي ختام اللقاء، اعتبر الشرع أن جنبلاط دفع “ثمناً كبيراً بسبب الظلم الذي لحق به من قبل نظام الأسد السابق. بدءاً من مقتل والده كمال جنبلاط، مشيداً بمواقفه الثابتة في دعم ثورة الشعب السوري منذ اللحظة الأولى.
الزيارة تمثل نقطة فارقة في العلاقات بين لبنان وسوريا في ظل التغييرات التي تشهدها المنطقة. وتؤشر إلى تحولات سياسية قد تعيد تشكيل المشهد الإقليمي بشكل شامل.