تتصاعد الأصوات المطالبة برفع الحظر المفروض على حركة الدراجات النارية في منطقة الحسكة شرق سوريا، وسط معاناة السكان من ارتفاع تكاليف المواصلات وتأثر مصادر دخل العديد من العائلات، في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات اقتصادية متزايدة.
وأكد عدد من سكان المنطقة في أحاديث متفرقة أن الدراجات النارية أصبحت ضرورة ملحة للمواطنين، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في أجور سيارات الأجرة (التكاسي) وعدم قدرة شريحة واسعة من السكان على امتلاك سيارات خاصة، مما يجعل الدراجات النارية الخيار الأكثر اقتصادية وملاءمة لظروفهم المعيشية.
وشدد الأهالي على أن الدراجات النارية تمثل مصدر رزق رئيسي للكثير من العائلات الفقيرة في المنطقة، مطالبين بالإفراج عن الدراجات المحجوزة والنظر بعين الاعتبار إلى الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها السكان.
وأشار بعضهم إلى أن قرار الحظر أثر بشكل مباشر على دخل العديد من الأسر التي تعتمد على هذه المركبات في كسب قوتها اليومي، حسب تعبيرهم.
ويأتي هذا الحظر بموجب قرار أصدرته قوات الأمن “الآسايش” التابعة لقوات قسد في 28 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، يقضي بمنع حركة الدراجات النارية على الطرق الرئيسية الواصلة بين مدينة الحسكة وكل من دير الزور والرقة، وذلك حتى 12 كانون الأول/ديسمبر 2024، مع التأكيد على أن المخالفين سيتعرضون للإجراءات القانونية، لكن الحظر لم يتم رفعه بحسب شهادات عدد من السكان.
واقترح بعض المواطنين حلولاً وسطية تتضمن رفع الحظر مع فرض إجراءات تنظيمية صارمة للحد من مخاطر السرعة وضمان السلامة العامة، مؤكدين على ضرورة معاقبة الجميع بسبب مخالفات البعض يلحق ضرراً كبيراً بشريحة واسعة من السكان الذين يلتزمون بقواعد المرور وتعليمات السلامة.
ويشير مراقبون إلى أن استمرار الحظر قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها المنطقة، حيث تعتمد العديد من العائلات على الدراجات النارية كوسيلة للتنقل وكمصدر للدخل في ظل محدودية فرص العمل المتاحة.
كما يؤكدون أن ارتفاع تكاليف المواصلات يشكل عبئاً إضافياً على كاهل المواطنين الذين يعانون أصلاً من ظروف معيشية صعبة، وفق كلامهم.
وفي السياق ذاته، يطالب الأهالي الجهات المعنية بإيجاد حلول بديلة تضمن الأمن والسلامة العامة دون المساس بمصادر رزق المواطنين، مقترحين تنظيم حركة الدراجات النارية من خلال إصدار تراخيص خاصة وفرض رقابة صارمة على المخالفين، بدلاً من فرض حظر شامل يؤثر على الجميع، بحسب ما تم تداوله حول هذا الموضوع.