تستقطب محافظة إدلب أعداداً متزايدة من المرضى القادمين من جميع المحافظات السورية، وذلك للاستفادة من الخدمات الطبية المجانية التي تقدمها المستشفيات والمراكز الطبية فيها، بما في ذلك العمليات الجراحية والنوعية، ويشهد مركز علاج الأورام السرطانية في المستشفى المركزي بمدينة إدلب إقبالاً ملحوظاً من مرضى السرطان، سواء من الأطفال أو البالغين، لتلقي العلاج والجرعات المجانية.
هذه المراكز التي أُنشئت وطُوّرت منذ عام 2018، استقبلت أعداداً كبيرة من المرضى من مختلف المدن السورية، وبدأت على الفور بتقديم العلاج، مما يعكس دورها المهم في تخفيف العبء الصحي عن كاهل المواطنين.
وقد ساهمت المراكز المتخصصة التي أنشأتها الجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز” في إدلب وريف حلب في سد جزء كبير من احتياجات مرضى السرطان وأمراض الدم خلال الأسابيع الأخيرة، إذ عملت هذه المراكز بطاقة كاملة، حيث بذلت الكوادر الطبية المكونة من أطباء وصيادلة وممرضين جهوداً استثنائية لتقديم الرعاية الطبية للمرضى الوافدين من جميع أنحاء سوريا، وتهدف “سامز” إلى توسيع نطاق عملها ليشمل مناطق جديدة في سوريا، وتطوير خدماتها الطبية لتلبية الاحتياجات النوعية المتزايدة للسكان.
من بين هؤلاء المرضى، “نور الهدى”، وهي سيدة من مدينة حمص، توجهت إلى مستشفى الأمومة في إدلب قبل أيام لوضع مولودها الأول، عبرت “نور الهدى” عن رضاها التام بالخدمات الطبية التي تلقتها، قائلة إنها “شعرت بالراحة والأمان، خصوصاً وأنها كانت قلقة بشأن الولادة بسبب الأوضاع المتدهورة في المستشفيات العامة بحمص، فضلاً عن التكلفة الباهظة للولادة القيصرية في المستشفيات الخاصة، والتي تصل إلى ثلاثة ملايين ليرة سورية، وهو مبلغ يفوق إمكانياتها المادية”.
على صعيد آخر، تواصل المنظمات الطبية الإنسانية تقييم وتطوير القطاع الصحي في سوريا، حيث قام المدير التنفيذي لجمعية “سامز” بزيارة ميدانية شملت مدينتي حلب وحمص، ففي حلب، زار مستشفى حلب الجامعي واطلع على التحديات التي تواجه الكوادر الطبية هناك، بالإضافة إلى مستشفى ابن رشد ومركز الأورام، الذي يكافح لتلبية احتياجات مرضى السرطان رغم نقص الموارد، أما في حمص، فقد شملت الزيارة مستشفى الهلال الأحمر ومستشفى ابن الوليد، حيث جرت مناقشة مع الفرق الطبية حول سبل تحسين الخدمات الصحية وتخفيف معاناة المرضى.
تعكس هذه الزيارات الالتزام بدعم القطاع الصحي في سوريا وتعزيز الاستجابة الإنسانية، إذ تسعى الجمعيات والمنظمات الطبية عموماً إلى تعزيز دورها في مواجهة الأزمات الصحية التي تعصف بالبلاد، من خلال تطوير البنية التحتية للمرافق الطبية وتوفير العلاج المجاني للمحتاجين، ما يساهم في تحسين حياة آلاف المرضى.