أكد وزير النفط والثروة المعدنية، المهندس غياث دياب، أن الكوادر الفنية التابعة للوزارة تقوم حاليًا بإجراء أعمال صيانة لبعض معدات مصفاة بانياس، وذلك لاستثمار فترة توقف المصفاة عن العمل منذ الثالث عشر من كانون الأول/ديسمبر الماضي، بسبب نفاد مخزون النفط الخام.
وأوضح الوزير أن هذه الأعمال تأتي في إطار الاستعدادات لاستقبال الشحنات الجديدة من النفط الخام، والتي سيتم من خلالها إعادة تشغيل المصفاة.
وأوضح دياب أن أعمال الصيانة تتم بشكل استباقي لضمان استمرارية التشغيل الآمن للمصفاة حتى موعد العمرة السنوية القادمة.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية للمصفاة، بما يضمن تلبية جزء من احتياجات السوق المحلية من المنتجات النفطية.
وتشمل أعمال الصيانة الحالية عدة إجراءات فنية مهمة، منها تنظيف وصيانة وعاء نازع الأملاح في وحدة التقطير الجوي، وإعادة تأهيل المبرد المائي لمنتجات أعلى برج وحدة التقطير الجوي.
كما يتم حاليًا إصلاح العطل في مضخة أسفل برج وحدة الفصل في قسم التحسين، بالإضافة إلى إصلاح صمامات التحكم في فرن معالجة (النفثا)في القسم نفسه.
ومن بين الأعمال الأخرى، صيانة وحدة إنتاج النتروجين القديمة وإعادتها إلى الخدمة، وإصلاح الأعطال في شبكة البخار التي تغذي جميع وحدات المصفاة.
كما يتم ترميم وصيانة جزء من القنوات الدخانية التي تربط المراجل البخارية بمدخنة محطة القوى، بالإضافة إلى تجهيز دارة جديدة لإدخال خزان نفط خام جديد إلى الخدمة، ليحل محل الخزان الذي دخل في مرحلة الصيانة.
وأكد الوزير دياب أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الجهود المستمرة لضمان استمرارية عمل المصفاة وتعزيز كفاءتها التشغيلية.
وأشار إلى أن هذه الخطوات تسهم في تحسين أداء المصفاة وتقليل الفترات الزمنية اللازمة للإصلاحات المستقبلية، مما ينعكس إيجابًا على تلبية احتياجات السوق المحلية من المشتقات النفطية.
وأضاف أن هذه الأعمال تعد جزءًا من الخطة الشاملة لوزارة النفط والثروة المعدنية لتحسين البنية التحتية لقطاع النفط في البلاد، وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
يذكر أن مصفاة بانياس توقفت عن العمل في الثالث عشر من كانون الأول/ديسمبر الماضي بسبب نفاد مخزون النفط الخام، وذلك في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سوريا.
وتعد مصفاة بانياس واحدة من أهم المنشآت النفطية في سوريا، حيث تلعب دورًا محوريًا في توفير المشتقات النفطية للسوق المحلية، وتأتي أعمال الصيانة الحالية كخطوة استباقية لضمان استمرار عمل المصفاة بكفاءة عالية، ودون انقطاع، في الفترة المقبلة.
وتأسست مصفاة بانياس عام 1978، وهي من مصافي النفط في سوريا التي تعد أعلى من المتوسطة من حيث التعقيد، في حين أن عمليات التكرير فيها تُعد ما قبل الدرجة العليا من حيث الوحدات، ما يعني أنها يمكنها إنتاج نسب منتجات من النفط الخام أعلى من مصفاة حمص.
وأواخر العام الماضي، كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” عن توقف عمل مصفاة بانياس السورية بعد توقف استلام النفط الخام من إيران، الذي كان يشكل غالبية واردات البلاد.
وقال مدير المصفاة إبراهيم المسلم، وفق الصحيفة ذاتها، إن مصفاة بانياس هي أكبر مصفاة نفط في سوريا والتي تكرر ما بين 90 و100 ألف برميل من الخام يوميا، حسب تقديراته.