انطلقت منذ أسبوع حملة جوالة للتبرع بالدم في مختلف المحافظات السورية، ووصلت اليوم إلى مدينة حلب، كجزء من مبادرة واسعة تهدف إلى سد النقص الحاد في بنوك الدم في جميع أنحاء سوريا.
وتستمر الحملة التي تنظمها منظمة “وطن”، لفترة غير محدودة حتى يتم توفير كميات كافية من الدم في بنوك الدم بمختلف المحافظات السورية، حسب مراسلنا في مدينة حلب.
وأكد الممرض بلال مصطفى، المتطوع مع منظمة “وطن” في تصريحات لمنصة SY24، على أن الحملة تشمل شبكة من بنوك الدم الجوالة التي تنتقل بين عدة محافظات سورية.
وأضاف أن الحملة تهدف إلى تغطية النقص الحاد في الدم، خاصة في المستشفيات التي تعاني من نقص في الزمر الدموية السلبية، والتي تعتبر نادرة ومطلوبة بشكل كبير.
وأشار مصطفى إلى أن الفرق التطوعية تعمل في جميع المحافظات السورية، وتنظم حملات متكررة لتوفير الدم مجانًا للمرضى المحتاجين.
كما أكد على أن السيارات المخصصة للحملة مجهزة بكادر تمريضي وطبي متكامل، بالإضافة إلى توفير خدمات تقنية مثل التبريد والتدفئة للحفاظ على جودة الدم المتبرع به.
وأوضح مصطفى أن الحملة تركز على التجمعات في الساحات العامة في المدن، حيث يتم تنظيم نقاط تبرع متنقلة لجذب أكبر عدد ممكن من المتبرعين.
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى جمع أكبر كمية من الدم، خاصة من الزمر الدموية النادرة، لتلبية احتياجات المستشفيات، حسب المصدر ذاته.
من جهته، تحدث المواطن بشار محمد عبد الله، أحد سكان عفرين لمنصة SY24، عن تجربته مع الحملة قائلا: إنه جاء إلى حلب لتفقد منزله في حي الخالدية، ولاحظ وجود مركز للتبرع بالدم في ساحة سعد الله الجابري.
وأضاف أنه قرر التبرع بالدم ليس فقط لتنشيط دورته الدموية، ولكن أيضًا كبادرة إنسانية لمساعدة المستشفيات في تغطية احتياجاتها من الدم.
وأعرب بشار عن تقديره لهذه المبادرة، معتبرًا أنها خطوة مهمة لتوفير الدم للمرضى المحتاجين، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
ووفقًا لمراسلنا في حلب، فإن الحملة بدأت في المدينة بعد أن شهدت نجاحًا ملحوظًا في محافظات أخرى مثل حمص ودمشق.
ولفت مراسلنا إلى أن بنك الدم في حلب عاد إلى العمل بشكل طبيعي بعد فترة من الاضطرابات التي أعقبت سقوط النظام السابق، مما أتاح الفرصة لإطلاق مثل هذه المبادرات الإنسانية.
وتأتي هذه الحملة في وقت تعاني فيه العديد من المستشفيات السورية من نقص حاد في الدم، مما يعرض حياة المرضى للخطر.
وتعد الحملة الجوالة للتبرع بالدم إحدى الجهود الإنسانية التي تسعى إلى تخفيف هذا النقص، خاصة في المناطق التي تعاني من تدهور الخدمات الطبية.
ومنتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، أطلق شباب دمشق وحمص نداءات متزامنة للتبرع بالدم، مواجهين أزمة نقص حاد في مخزون بنوك الدم.
وتفاعل الشباب بحماس كبير وظهرت مقترحاتهم الإبداعية لمواجهة الأزمة، حيث طالبوا بإنشاء لجان للتبرع في الجامعات، مع التأكيد على أهمية فتح المجال للجميع طلاب وغير طلاب.