أطلقت منظمة “إحياء الأمل” العاملة في مناطق شمالي غربي سوريا مبادرة مجتمعية تحت عنوان “رحلة الأمل والعودة إلى الجذور”، تهدف إلى نقل 100 شخص من كبار السن المهجرين من دمشق منذ أكثر من 12 عامًا، والمقيمين حاليًا في مدينة أعزاز بريف حلب، جاءت المبادرة كخطوة لمواجهة تحديات العودة إلى المنازل بعد سنوات طويلة من الغربة، والتي تتضمن ارتفاع تكاليف السفر وصعوبة النقل.
تفاصيل المبادرة ورحلة العودة
مراسلة SY24 تواصلت مع أكرم غنيمي، منسق المشروع في منظمة “إحياء الأمل”، الذي أوضح أن الهدف الأساسي من النشاط هو لم شمل العوائل المهجرة من دمشق وريفها، لا سيما كبار السن الذين يعجزون عن تأمين تكاليف العودة، وأشار إلى أن المنظمة تستهدف هذه الفئة من المجتمع ضمن مشروع رعاية كبار السن، والتي استجابت للمتضررين من الزلزال عبر مبادرات متنوعة من بينها هذه المبادرات التي ما تزال مستمرة.
وأضاف أن مبادرة رحلة العودة ركزت على توفير كافة التسهيلات لضمان راحة وسلامة المشاركين، من النقل المريح إلى تقديم الرعاية الصحية، وتم تنظيم الرحلة على دفعتين، تضم كل دفعة خمسين شخصًا.
وأكد غنيمي، أن الرحلة الأولى انطلقت قبل أيام من كراج إعزاز وصولاً إلى كراج البولمان بحرستا في ريف دمشق، تخللتها استراحتان الأولى لتناول وجبة الفطور، والثانية لتقديم الفواكه والمشروبات، كما لفت إلى أن موعد الرحلة الثانية سيتم تحديده قريبًا، ليتم نقل المجموعة الثانية من المستفيدين.
التحديات الاقتصادية ودور مبادرات المجتمعات المحلية
المبادرة لاقت استحسانًا واسعًا من الأهالي المهجرين، إذ إنها ساهمت في التخفيف من الأعباء المادية للراغبين في العودة إلى مناطقهم الأصلية بعد غياب دام أكثر من عقد، وأكد يوسف محمد، صاحب سيارة كبيرة متخصصة في نقل الأثاث بين المحافظات، أن تكاليف السفر لشخص واحد من مناطق شمال غربي سوريا إلى دمشق وريفها تتراوح بين 400 إلى 450 ليرة تركية، أي ما يعادل حوالي 13 دولارًا، بينما تصل تكاليف نقل الأثاث ما بين 250 إلى 300 دولار. هذه الأرقام توضح حجم التحديات التي تواجه العائلات الراغبة في العودة، مما يجعل مثل هذه المبادرات الإنسانية ذات أثر كبير.
الأمل يعود بخطوات صغيرة
تأتي مبادرة “رحلة الأمل والعودة إلى الجذور” كواحدة من الجهود المجتمعية التي تسعى إلى تحقيق الترابط الإنساني والتخفيف من معاناة المهجرين السوريين، خصوصًا كبار السن الذين تحملوا وطأة الغربة طيلة سنوات النزوح، ورغم التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه العائدين، إلا أن مثل هذه الخطوات تسهم في إعادة بناء الروابط الأسرية والاجتماعية، وتزرع الأمل في نفوس من أنهكتهم الحرب والغربة.