شهدت أسعار الفروج في محافظة إدلب ارتفاعًا مفاجئًا وكبيرًا، حيث قفز سعر الطن من 1500 دولار إلى 2000 دولار، ما أثار استياء السكان في ظل أزمة اقتصادية خانقة يعيشها شمال سوريا.
توقف الاستيراد من تركيا وارتفاع الطلب
الطبيب البيطري أسعد الأحمد، أوضح أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع يعود إلى قرار إيقاف استيراد الفروج من تركيا والاعتماد بشكل كامل على الإنتاج المحلي في الداخل السوري، وأشار إلى أن الفروج المستورد من تركيا كان يُباع بسعر 900 دولار للطن ويُطرح في الأسواق المحلية بسعر 1200 دولار، وهو سعر مقبول بالنسبة للتجار والمستهلكين.
لكن مع تحرير بعض المناطق وزيادة الطلب على الفروج المحلي، بالإضافة إلى وقف الاستيراد، حدثت فجوة كبيرة بين العرض والطلب، ما أدى إلى ارتفاع السعر بمقدار 500 دولار للطن.
الأمراض وتراجع الإنتاج المحلي
من جانبه، قال عمر السعيد، وهو صاحب مداجن في ريف إدلب: إن “الأمراض التي أصابت قطعان الفروج خلال الفترة الماضية تسببت في نفوق أعداد كبيرة من الطيور، مما قلل بشكل حاد من الإنتاج المحلي”.
وأكد أن الكميات المتوفرة حاليًا لا تغطي الطلب المتزايد، خصوصًا مع إقبال محافظات أخرى، مثل حلب وحماة وحمص، على شراء الفروج من إدلب لتعويض النقص في مناطقها.
وأضاف السعيد أن الحرب الأخيرة أدت إلى توقف العديد من المداجن في المناطق التي شهدت معارك، مثل حلب وحمص وحماة، مما جعل المداجن في إدلب المورد الأساسي، وهو ما رفع الأسعار بشكل كبير، لكنه أشار إلى أن هذا الارتفاع مؤقت وليس دائمًا، متوقعًا أن تنخفض الأسعار مع تحسن الأوضاع الإنتاجية وزيادة العرض.
تأثيرات على المستهلكين والأسواق
الارتفاع المفاجئ في أسعار الفروج أثّر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للسكان في إدلب، حيث يعتمد معظمهم على هذه المادة كمصدر رئيسي للبروتين الغذائي، ومع استمرار الأزمة، يواجه الأهالي تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتهم اليومية.
يعكس ارتفاع أسعار الفروج الواقع الاقتصادي المتأزم في شمال سوريا، الذي يتأثر بشكل مباشر بالقرارات التجارية والظروف الإنتاجية، ومع استمرار التحديات، يبقى الحل مرتبطًا بتحقيق توازن بين العرض والطلب، واستئناف حركة الاستيراد أو تعزيز الإنتاج المحلي لتخفيف الضغط عن الأسواق والمستهلكين.