شهدت ساحة الكرامة في محافظة السويداء فعالية لإحياء ذكرى المناضل السوري الراحل رياض الترك، المعروف بلقب “ابن العم”، الذي قضى 19 عامًا في السجون السورية خلال عهدي حافظ الأسد وابنه الرئيس المخلوع بشار الأسد.
دعوة لتكريم مسيرة نضالية
جاءت هذه الوقفة استجابة لدعوة أطلقها حزب الشعب الديمقراطي – فرع السويداء، لتسليط الضوء على الإرث النضالي لترك، الذي جسّد عبر عقود طويلة نموذجًا للصمود والتحدي في سبيل تحقيق الحرية والكرامة للشعب السوري.
وفي حديث مراسلة SY24 مع عدنان أبو عاصي، أحد منظمي الفعالية، أكّد على أهمية تسليط الضوء على تجربة رياض الترك، المولود في مدينة حمص العدية، التي خرج منها العديد من رموز النضال الوطني، واصفًا الترك بأنه “رمز للصبر والصمود”، ومشيرًا إلى دوره في تعزيز قيم الحرية والديمقراطية رغم قسوة الظروف التي مر بها.
تاريخ حافل بالاعتقالات والنضال
رياض الترك، الذي اعتُقل أكثر من ثلاث مرات، يُعتبر أحد أبرز المعارضين السوريين. بدأت رحلته مع السجون منذ الخمسينيات، لكنها بلغت ذروتها في عهد حافظ الأسد، حيث قضى 17 عامًا. ولم تتوقف معاناته مع وصول بشار الأسد إلى الحكم، إذ تم اعتقاله مرة أخرى لمدة تزيد عن عامين ونصف بسبب مواقفه الجريئة ضد النظام.
محطات هامة في مسيرته
تحدث المشاركون في الوقفة عن المحطات البارزة في مسيرة رياض الترك، ومن أهمها خروجه من الهيمنة السوفيتية التي سيطرت على بعض الأحزاب اليسارية في تلك الحقبة، وتأسيسه مع شركاء آخرين التجمع الوطني الديمقراطي عام 1979. كان هذا التجمع ائتلافًا ديمقراطيًا هدفه تحقيق التغيير السياسي السلمي في سوريا، وضم شخصيات بارزة مثل جمال الأتاسي وياسين الحافظ، وغيرهم من المناضلين السوريين.
رمزية الوقفة
أكد المشاركون في الوقفة أن ذكرى رياض الترك ليست مجرد إحياء لشخصية سياسية، بل هي فرصة لتذكير السوريين بنضالهم الطويل ضد الظلم والاستبداد. واعتبروا أن ما قدمه الترك من تضحيات يعكس إرادة الشعب السوري في المطالبة بحقوقه المشروعة.
اختُتمت الفعالية بالتأكيد على أهمية الاستمرار في النضال السلمي لتحقيق أهداف الحرية والكرامة، التي لطالما ناضل من أجلها رياض الترك وغيره من الشخصيات الوطنية.