تبرز قضية أصحاب الهمم (ذوي الاحتياجات الخاصة) في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها الشعب السوري، كواحدة من أكثر القضايا إلحاحاً، حيث يواجهون تحديات إضافية تتطلب اهتماماً خاصاً من المجتمع والجهات المعنية.
وفي محافظة السويداء، أصدر أصحاب الهمم بياناً طالبوا فيه بعدم تهميشهم، وإيصال صوتهم، واحترام حقوقهم، بالإضافة إلى تأمين الموارد والخدمات اللازمة لتمكينهم من العيش بكرامة واستقلالية.
وأكدوا في بيانهم أنهم فئة عانت من التهميش والإقصاء القسري على مدى سنوات طويلة.
وأشار البيان إلى أنهم واجهوا التحديات بشجاعة وإصرار، وأثبتوا أن الإرادة القوية قادرة على التغلب على أي عائق.
وأوضحوا أنهم قدموا دروساً عملية في العزيمة والإصرار، وأثبتوا أن الإعاقة ليست حاجزاً أمام تحقيق النجاح في مجالات متنوعة، مثل التعليم والرياضة.
وشدد البيان على ضرورة دعم هذه الفئة واحترام حقوقها، وتوفير الموارد والخدمات التي تمكنها من الإسهام الفعّال في بناء المجتمع.
وطالبوا الجهات المعنية بالاعتراف بهم كجزء أساسي من بناء الدولة، مع ضمان حقوقهم المادية والمعنوية والخدمية والسياسية، مشيرين إلى أن حقوقهم مكفولة وفقاً لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الصادرة عن الأمم المتحدة في 14 تموز 2021.
من جهتها، تحدثت هدى شهيّب، والدة شابة من ذوي الاحتياجات الخاصة، عن معاناتها اليومية في رعاية ابنتها، وقالت في حديثها لمنصة SY24: “أنا أعيل شابة من ذوي الهمم، وأتمنى من المنظمات الإنسانية والإغاثية الاهتمام بهذه الفئة بشكل كبير، لأنهم قادرون على العمل إذا توفرت لهم المساندة اللازمة”.
وأضافت أنها قامت بتسجيل ابنتها في أحد المراكز الخاصة لتوفير الرعاية الصحية والنفسية، مؤكدة أن أصحاب الهمم، وخاصة الشباب، يمكنهم الإسهام في المجتمع إذا توفرت لهم الوظائف المناسبة.
ودعت هدى إلى إشراك أصحاب الهمم في الحياة العامة، قائلة: “هم قادرون على فعل شيء يخدم المجتمع وسوريا، ويجب أن يكون هناك جانب من سوريا الجديدة يسلط الضوء عليهم بشكل أكبر”.
بدورها، قالت رهام العاقل، مشرفة في مركز “فرح” لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، إنها تأمل أن تلتفت الجهات المعنية إلى هذه الفئة المهمشة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا.
وأكدت لمنصة SY24 أن المركز يعمل على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأصحاب الهمم، ويسعى إلى تأهيلهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع.
وتُعد فئة ذوي الهمم من أكثر الفئات تهميشاً في المجتمع السوري، حيث يعاني أفرادها من نقص في الخدمات الأساسية والرعاية الصحية، فضلاً عن عدم توفر فرص عمل مناسبة.
كما أن غياب البنية التحتية الملائمة، مثل الطرق ووسائل النقل والمباني المجهزة، يجعل حياتهم اليومية أكثر صعوبة.
وفي هذا السياق، أكدت الناشطة المدنية راقية الشاعر لمنصة SY24، أن رقي المجتمعات يُقاس بمدى تعاملها مع ذوي الهمم، وبما توفره لهم من دعم وفرص تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم. ودعت إلى تجهيز البنية التحتية لتلائم احتياجاتهم، مما يعزز استقلاليتهم ويظهر التزام المجتمع بمبادئ العدالة والمساواة، حسب تعبيرها.
يُذكر أنه مع بداية حراك السويداء ضد نظام الأسد قبل أكثر من عام، انضم أصحاب الهمم أو “ذوو الاحتياجات الخاصة” إلى الحراك السلمي، للفت أنظار العالم إليهم وللتأكيد أن المطالب واحدة لجميع فئات الشعب.
ونقلت شبكة “السويداء 24” حينها رسالة من أحد أصحاب الهمم من ساحة الكرامة وسط السويداء، والذي قال: “اليوم أتيت لأمثل فئة من المجتمع هم أصحاب الهمم وأنا واحد منهم”.
ووصف المتظاهرون أصحاب الهمم والاحتياجات الخاصة بأنهم “الأبطال”، معربين عن أملهم في تحقيق جميع أمنياتهم ومطالبهم بالحرية وإسقاط النظام، وفق تعبيرهم.