أكد وزير النقل في الحكومة المؤقتة، المهندس بهاء الدين شرم، على أن الوزارة تعمل حالياً على إجراء دراسة دقيقة لتكاليف التشغيل، تمهيداً لوضع خطة شاملة لتعديل أجور النقل.
ولفت إلى أن الخطة سيتم تطبيقها خلال أسبوع كحد أقصى، مع التركيز على تقديم خدمة نقل بجودة عالية وبأقل تكلفة ممكنة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات.
وأوضح أن هذه الخطوة تأتي استجابة للشكاوى المتزايدة حول ارتفاع تكاليف النقل، والتي أصبحت تشكل عبئاً كبيراً على الأفراد، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، مشيرا إلى أن الهدف هو تحقيق توازن بين تكاليف التشغيل وجودة الخدمة مع مراعاة التحديات الحالية.
يأتي ذلك وسط تزايد حدة الانتقادات حول الارتفاع الكبير في أجور النقل، حيث أشار العديد من الأفراد إلى أن تكلفة التنقل داخل المدن أو بين المحافظات أصبحت مرتفعة بشكل غير مبرر، حيث تتراوح أجرة الميكروباص للراكب الواحد بين 100 إلى 150 ألف ليرة سورية للذهاب فقط، وهو ما يعادل دخل يوم كامل للعديد من العمال والموظفين.
وفي حال أراد الشخص زيارة أهله في محافظة أخرى، فإن أجرة الطريق ستكلفه دخله ليوم كامل، الأمر الذي يفوق قدرة المواطنين على دفع هذه التكاليف.
بالمقابل، فإن توفر المحروقات وانخفاض أسعارها بشكل تدريجي هذه الفترة مقارنة بفترة ما قبل سقوط نظام الأسد السابق، حيث كانت أسعارها مرتفعة بشكل كبير بسبب اللجوء إلى السوق السوداء، يتناقض مع الارتفاع الكبير في أجور النقل، أي أن مادة المازوت أصبحت متوفرة وبأسعار معقولة، ولكن أجور النقل ارتفعت بشكل غير مبرر.
ويحتاج هذا التناقض يحتاج إلى تفسير واضح من الجهات المعنية، وسط المطالبات بإعادة دراسة تكاليف التشغيل بدقة ومراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة، خاصة وأن الأسعار الحالية لأجور النقل لا تعكس انخفاض أسعار المحروقات، بل على العكس، أصبحت أكثر ارتفاعاً مما كانت عليه في السابق.
وفي خضم أزمة ارتفاع أجور المواصلات يعاني الأفراد من أزمة اقتصادية خانقة، حيث ارتفعت أسعار السلع الأساسية مثل الخبز والغاز بشكل كبير، بينما بقيت الرواتب دون تغيير يذكر.
يشار إلى أن الانتقال من السويداء إلى دمشق على سبيل المثال، أصبح يكلف 120 ألف ليرة سورية، بينما يصل أجر الرحلة من السويداء إلى اللاذقية إلى 400 ألف ليرة.
أما الرحلة بين دمشق واللاذقية فتبلغ 150 ألف ليرة سورية، وفي بعض المحافظات وصلت أجور النقل داخل المحافظة الواحدة إلى 90 ألف ليرة سورية.
والرحلة سلمية – دمشق تصل إلى 150 ألف ليرة سورية، وتكلفة الانتقال من دمشق إلى حلب تبلغ 200 ألف ليرة سورية.
أما الرحلة بين حماة وحمص فتكلف 30 ألف ليرة سورية. علمًا أن معظم طلاب محافظة حماة يدرسون في حمص. وفق ما تحدث به عدد من الأهالي.
وفي ظل هذه الظروف، تتعالى الأصوات مطالبة بسرعة إيجاد حلول عاجلة لتخفيف الأعباء المعيشية، خاصة فيما يتعلق بأجور النقل، والتي أصبحت تشكل تحدياً يومياً للعديد من الأسر، وسط الآمال في أن تؤدي الخطة التي تعمل عليها وزارة النقل إلى تخفيض الأجور بشكل معقول، بما يتناسب مع الوضع الاقتصادي الحالي، ويخفف من المعاناة في ظل ظروف صعبة للغاية.