أعرب مظلوم عبدي، متزعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عن مخاوفه من أن يؤدي انسحاب القوات الأمريكية من سوريا في الوقت الحالي إلى عودة نشاط تنظيم داعش.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها لصحيفة “الغارديان” البريطانية، ادعى خلالها أن سحب قوة أمريكية قوامها 2000 جندي سيترك فراغاً أمنياً قد يستغله التنظيم لإعادة تنظيم صفوفه واستعادة نفوذه في المنطقة.
وأشار عبدي إلى أن القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي لعبت دوراً محورياً في السنوات الماضية بالتعاون مع قسد في مكافحة تنظيم داعش، مما أسهم في تقليص وجوده بشكل كبير، وفق ادعاءاته.
وحذّر من أن الانسحاب الأمريكي قد يعيد المنطقة إلى حالة من الفوضى، خاصة مع تصاعد نشاط التنظيم في المناطق الصحراوية، حيث تمكن من تعزيز قوته بعد الاستيلاء على أسلحة من قوات النظام السابق المنهار.
وزعم عبدي أن عناصر التنظيم يخططون لاستغلال هذا الوضع لتنفيذ هجمات على مراكز الاحتجاز التي تحتجز سجناء داعش، مما قد يؤدي إلى إطلاق سراح المزيد من المقاتلين وإعادة إحياء نشاط التنظيم.
وشدد عبدي على أن الوجود الأمريكي في المنطقة يعد عاملاً رئيسياً لتحقيق الاستقرار، داعياً الدول الأوروبية إلى تقديم الدعم لقسد.
وحول ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي فراس السقال لمنصة SY24: “مظلوم عبدي يستقوي بأمريكا، وخروج أمريكا من سورية يُعدّ نهاية محتومة لتنظيمه الإرهابي، لذلك يحاول جاهداً التمسك بها، ويختلق لها المبررات لوجودها. أمّا أمريكا فوجودها في سورية ليس له أي علاقة بتنظيم قسد إلا من باب مسمار جحا، فهي تتحجج بحماية الأقليات ومحاربة داعش لدوام بقائها”.
وأضاف: “وبالنسبة لداعش ذلك التنظيم الكوكتيل الذي يظهر ويختفي بضغطة زر من الإدارة الأمريكية والمخابرات العالمية والنظام الإيراني والسوري الهالكين لا أظنه سيتمدد في المنطقة بعد ذلك، فداعموه قد هلكوا واندحروا إلى غير رجعة، والإدارة السورية الجديدة حريصة على مكافحة شتى أنواع الإرهاب، وقد نجحت في الماضي في تطهير إدلب من تنظيم الدولة، وستنجح إن حاول التنظيم الظهور مرة أخرى.
وتابع: “إن مخاوف عبدي من تركيا التي تعتبر قوات قسد تهديداً أمنياً بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني PKK، وهذا الأمر يجعله يسخّن الأجواء بالبعبع الداعشي ليحصل على ما يريد من تسويات ودعم دولي في المنطقة، وأرى أن الولايات المتحدة قد تكون لديها أولويات أخرى في المنطقة، وقد تعيد النظر في التزامها العسكري بناءً على معطيات جديدة. لا سيما بعد الانتصار الكبير الذي حققته الفصائل السورية والجيش الحر”.
واعتبر أن على عبدي أن يستغل هذه الفرصة الذهبية في الإدارة السورية الجديدة، وتنسيق اتفاق معها ومع تركيا، فهما اللذان عليهما المعول الآن، للاشتراك معهما في الأرض والثقافة والدين والمصير والتاريخ، فالترك والعرب والكرد هم سكان هذه المنطقة الأصليون، وهم أصحاب الحق في تقرير المصير، والحوار أكبر علاج لجميع الأزمات، والذي يضخّم العلاقات هو التدخل الخارجي، لاسيما إن كان يحمل صبغة الاحتلال والهيمنة ومصادرة الحقوق لتحقيق مصالحه الاستعمارية، وفق تعبيره.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، حيث تسعى قسد إلى الحفاظ على مكاسبها في المنطقة الشرقية بحجة مكافحة داعش، بينما تواجه تحديات أمنية وسياسية متعددة بما في ذلك التهديدات التركية بشن عمل عسكري ضدها.
وقبل يومين، هددت تركيا بإطلاق عملية عسكرية ضد قوات “قسد” ما لم توافق على شروط أنقرة من أجل مرحلة انتقالية “غير دموية” بعد سقوط بشار الأسد.
وأشار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إلى أن “على هؤلاء المقاتلين الدوليين الذين قدموا من تركيا وإيران والعراق أن يغادروا سوريا فورا. لا نرى أي تحضيرات ولا نية في هذا الاتجاه حاليا ونحن ننتظر”.
وأوضح أن تركيا قادرة على تولي إدارة السجون ومعسكرات اعتقال عناصر تنظيم داعش في سوريا حال عدم قدرة القيادة الجديدة على القيام بذلك.