مشفى نوى الوطني بدرعا.. صمود في وجه التحديات ونداءات للدعم

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

يُعد مشفى نوى الوطني أحد أبرز وأكبر المستشفيات في محافظة درعا جنوب سوريا، حيث يُضاهي في حجمه وأقسامه مشفى درعا الوطني.

ومع ذلك، فإن المشفى الذي تأسس عام 2001 يواجه اليوم تحديات جسيمة تعيق قدرته على تقديم الخدمات الطبية الكافية للسكان المحليين، خاصة بعد سنوات من الصراع الذي أثر بشكل كبير على بنيته التحتية وكوادره الطبية.

استهداف متكرر أخرج المشفى عن الخدمة

تعرض مشفى نوى منذ العام 2011 لعدة هجمات أدت إلى إخراجه عن الخدمة بشكل متكرر، وكان آخر هذه الهجمات في عام 2018، عندما كان المشفى يلعب دوراً محورياً كأحد أهم المستشفيات الميدانية في المنطقة.

وبعد سيطرة النظام السابق على درعا في العام نفسه، تم فصل جميع الأطباء والممرضين الذين كانوا يعملون في المشفى، قبل أن يتم إعادة تعيين جزء منهم لاحقاً بسبب نقص الكوادر الطبية المتاحة.

قسم يعمل وآخر مدمر

يقسم المشفى حالياً إلى جزأين: قسم غير مؤهل للعمل بسبب الدمار الذي لحق به، وقسم آخر يعمل بشكل جزئي.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإعادة تأهيل المشفى، إلا أن الترميمات التي تمت بمساعدة منظمات محلية ودولية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية في عام 2022، لم تكتمل بعد.

أربعة أطباء فقط لخدمة المرضى

من أبرز التحديات التي يواجهها مشفى نوى هي نقص الكوادر الطبية، إذ يعاني المشفى من نقص حاد في الأطباء والممرضين، حيث لا يتواجد حالياً سوى 4 أطباء فقط. كما أن هناك نقصاً في كوادر التخدير وفنيي الأشعة والمخبريين.

كما يعاني المشفى من نقص في الطاقة الكهربائية، حيث يعتمد على المولدات التي تعمل بالمازوت لتشغيل الأجهزة الطبية، ولكن نقص هذه المادة يضطر المرضى أحياناً إلى جلب الوقود بأنفسهم لتشغيل المعدات.

ويواجه المشفى نقصاً كبيراً في اللوازم الطبية، خاصة تلك الخاصة بغرف العمليات، إذ يضطر الطاقم الطبي أحياناً إلى شراء المواد من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

غرف عمليات بلا تجهيز

قال الدكتور عماد الجنادي، مدير المشفى، في حديثه لمراسل منصة SY24: “المشفى يعاني من نقص في أكثر من مجال. على سبيل المثال، لدينا 60 سريراً ولكن الأسرة التي تعمل حالياً هي 27 سريراً فقط. كما يتضمن المشفى عدة أقسام، منها: قسم التوليد، قسم غسيل الكلى، قسم الإسعاف، قسم المخبر، قسم الأشعة، وقسم الطبقي المحوري والأشعة البسيطة. وفي عام 2024، تم افتتاح قسم العمليات بجهود جبارة”.

وأضاف: “نعاني من نقص واضح في الأجهزة الطبية، فمثلاً، في غرف العمليات الأربع، لا يوجد سوى جهازي تخدير فقط. وقد حاولنا تأمين الأجهزة من خلال التواصل مع بعض المسؤولين ولكن دون جدوى، وكان الرد أننا يجب أن ننتظر دعم المنظمات”.

وتابع: “كما نعاني في قسم غسيل الكلى، حيث لدينا 4 أجهزة، ولكن جهازين فقط يعملان وبكفاءة متدنية، بالإضافة إلى تعرضهما لأعطال مستمرة، مما يضطرنا أحياناً إلى تحويل مرضى غسيل الكلى إلى مشافي إزرع وجاسم ودرعا. لكن تبقى مشكلة قبول هؤلاء المرضى في تلك المشافي”.

انعكاسات سلبية على المرضى

قالت سيما الرمضان، ممرضة في المشفى، لمراسل منصة SY24: “الخدمات المقدمة قليلة منذ سنوات بسبب نقص الكادر الطبي ونقص المستلزمات، مما ينعكس سلباً على جودة الخدمة الصحية المقدمة للمراجعين، ويضطرهم في كثير من الأحيان إلى التوجه إلى مشافي درعا أو دمشق”.

ويعتمد المشفى حالياً على المبادرات المحلية وحملات التبرعات لتأمين الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك المحروقات لتشغيل المولدات. ومع ذلك، فإن هذه الجهود تبقى غير كافية لسد الفجوات الكبيرة في الخدمات الطبية.

من جانبه، قال خالد أبو خروب، أحد المراجعين في المشفى، لمراسل منصة SY24: “المشفى يعاني من قلة الأدوية ومن نقص في الكادر الطبي الكامل لتشغيل الأجهزة الطبية المتوفرة في المشفى”، مؤكداً أن تأمين الأدوية من أبرز ما يطالب به المرضى كونه يخفف بشكل كبير من حجم المعاناة نظراً للأعباء الاقتصادية الأخرى التي يواجهها المرضى.

دعم عاجل لمواجهة التحديات والأزمات

ووسط كل ذلك، يواصل مشفى نوى الوطني تقديم الخدمات الطبية رغم كل التحديات، لكنه يحتاج إلى دعم عاجل من الجهات المانحة والحكومية لتجاوز الأزمات التي يعاني منها. فبدون تدخل سريع، سيستمر الوضع الصحي في التدهور، مما يزيد من معاناة آلاف السكان الذين يعتمدون على هذا المشفى لتلقي الرعاية الصحية، حسب القائمين على إدارته.

وفي ظل الظروف الصعبة، يبقى مشفى نوى رمزاً للصمود، لكنه يحتاج إلى يد العون ليعود إلى سابق عهده كواحد من أهم المشافي في جنوب سوريا.

مقالات ذات صلة