سلّط مراسلنا في مدينة حلب الضوء على الوضع الأمني العام، وجهود الشرطة والجهات المعنية في تعزيز الأمن والاستقرار، إلى جانب التحديات التي تواجه المدينة وكيفية العمل على تجاوزها.
كما التقى المراسل بأحد أهالي المدينة، الذي أكد تحسن الوضع الأمني مع المطالب بضرورة تحسين الخدمات العامة، خاصة توفير الكهرباء في الشوارع لضمان مزيد من الأمان.
الوضع الأمني: من العنف إلى الطمأنينة
وفي حديث خاص لمراسلنا، أوضح قائد شرطة حلب، العميد محمد أحمد لطوف، أن الوضع الأمني في المدينة شهد تحولاً كبيراً منذ تحريرها.
وأشار إلى أن الأفرع الأمنية التابعة لنظام الأسد السابق كانت تتعامل مع المواطنين “بالعنف والشدة والقسوة والظلم”، مما خلق حالة من الخوف الشديد لدى الأهالي.
وأضاف لطوف: “عند تحرير المدينة، لاحظنا هذا الأمر مع غرفة إدارة العمليات العسكرية، وقمنا بطمأنة الناس بأننا أتينا لتأمين الأمن والأمان، وأننا سنكون عوناً لهم”.
جهود الشرطة: دوريات ومراقبة وحواجز أمنية
قامت الشرطة بتفعيل الوحدات الأمنية القائمة، والتي لم تتعرض لأذى خلال الفترات السابقة، كما تم تعزيز وجود الدوريات الأمنية ليلاً ونهاراً، بالإضافة إلى دوريات المرور ونقاط التفتيش لتنظيم الحركة المرورية.
وذكر لطوف أن هذه الإجراءات جاءت “حسب الإمكانات المتاحة”، مع العمل على تطويرها بشكل مستمر.
ولمواجهة التحديات الأمنية، تم تركيب كاميرات مراقبة في أنحاء المدينة وما حولها، بهدف منع أي محاولات للعبث بأمن المنطقة.
كما تم وضع حواجز أمنية على مداخل المدينة لتفتيش المركبات الداخلة والخارجة، لمنع نقل أي مواد مسروقة أو مشبوهة، والحد من أي محاولات لإثارة الفوضى.
حماية حقوق المدنيين
وأكد العميد لطوف أن قوانين وأنظمة الشرطة تكفل حقوق المواطنين، خاصة أثناء عمليات التحقيق وجمع الأدلة وتقديم المتهمين إلى القضاء.
ولفت إلى أن الشرطة تعمل على استقبال شكاوى الأهالي بشكل فوري، والوصول إلى مواقع الجرائم عبر دوريات النجدة “بشكل سريع جداً” لضمان تحقيق العدالة والأمن.
ووجّه قائد شرطة حلب رسالة طمأنينة لأهالي المدينة، قائلاً: “نحن أهلكم وجئنا لخدمتكم لتحقيق الأمن والأمان، ونرجو منكم المساعدة في ضبط كل إنسان في منطقته، حتى لا يستطيع من تسوّل له نفسه العبث بأمن وأمان المدينة”.
شهادات الأهالي: أمان مع حاجة للكهرباء
من جانبه، أكد المواطن مصطفى السحاري، أحد سكان مساكن هنانو، في حديثه لمراسلنا، أن الوضع الأمني في المدينة “جيد”، لكنه أشار إلى أن بعض حالات السرقة لا تزال تحدث بسبب حجم المدينة الكبير.
وقال السحاري: “الأمان أهم شيء بالنسبة لنا، لكننا نحتاج إلى توفر الكهرباء في الشوارع لمنع وقوع أي جرائم تزعزع راحتنا وأمننا”.
تحديات الكهرباء وأثرها على الأمن
يُعتبر نقص الكهرباء في الشوارع أحد التحديات التي تواجه المدينة، حيث يرى الأهالي أن الإضاءة العامة تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الأمن الليلي ومنع الجرائم. ويطالب السكان بتحسين الخدمات العامة، خاصة في المناطق السكنية، لضمان مزيد من الاستقرار والأمان.
ووسط كل ذلك، ورغم التحديات التي تواجهها مدينة حلب، تبدو الجهود الأمنية المبذولة واضحة في تعزيز الاستقرار والأمان.
ومع استمرار العمل على تحسين البنية التحتية والخدمات العامة، يأمل أهالي حلب تحقيق مزيد من التقدم نحو عودة الحياة الطبيعية إلى مدينتهم.