أكد حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، اهتمام الدول الأعضاء بتحقيق الاستقرار في سوريا، معتبراً أن العقوبات المفروضة عليها “لم يعد لها مبرر”. من جانبه، أعرب وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عن تطلع سوريا إلى عودتها الكاملة إلى مقعدها في الجامعة العربية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين الطرفين، حيث تم إعلان نتائج المباحثات والتوجهات المستقبلية للعلاقات العربية-السورية.
أكد حسام زكي أن الزيارة تأتي في إطار الجهود العربية لإعداد تقرير شامل حول الوضع في سوريا، مشيراً إلى أن الوفد أجرى حواراً شاملاً وصريحاً مع قائد الإدارة السورية الجديدة، السيد أحمد الشرع، حول مستقبل سوريا ودورها الإقليمي.
وأضاف: “زيارتنا لدمشق هي الأساس لإعداد تقرير شامل سيُقدم لجميع الدول العربية بهدف توحيد الرؤى والتوجهات تجاه سوريا”.
وأشار زكي إلى أن سوريا تُعد بلداً محورياً في المنطقة، وأن ما يحدث فيها يؤثر بشكل مباشر على الدول العربية. كما أكد أن العقوبات المفروضة على سوريا “لم يعد لها مبرر في الوقت الحالي”، معلناً أن جامعة الدول العربية ستنسق مع الجانب السوري للعمل على رفع هذه العقوبات.
ولفت إلى أن الدول الأعضاء في الجامعة العربية مهتمة بتحقيق الاستقرار في سوريا، مشيراً إلى أن عضوية سوريا في الجامعة العربية “سارية وفعالة بعد رفع تجميدها منذ عام 2023”.
وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز التعاون العربي-السوري لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، خلال المؤتمر الصحفي أن سوريا تتطلع إلى عودتها الكاملة إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أن الحكومة السورية تعمل على تعزيز الاستقرار وإعادة الإعمار في البلاد.
وقال: “نعمل على عقد مؤتمر وطني يضم جميع مكونات الشعب السوري، بما يضمن مشاركة واسعة في صنع مستقبل البلاد”.
وأضاف أن الحكومة السورية تعمل على توفير البيئة الآمنة لعودة النازحين واللاجئين السوريين إلى ديارهم، داعياً الدول العربية إلى المساهمة في جهود إعادة الإعمار.
وأكد أن سوريا مستعدة لتقديم كل التسهيلات اللازمة للاستثمار في البلاد، بما يعزز التنمية الاقتصادية ويعيد بناء ما دمرته الحرب.
وأشار إلى أن سوريا ملتزمة بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، مطالباً المجتمع الدولي بإعادة النظر في العقوبات المفروضة على سوريا، والتي تعيق جهود الإعمار والتنمية.
وتابع قائلاً: “نحن ملتزمون بتحقيق الاستقرار والأمن الاقتصادي والسياسي في سوريا، ونأمل أن تسهم الجهود العربية والدولية في دعم هذا المسار”.
اليوم، استقبل قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، ووزير الخارجية، أسعد الشيباني، وفداً من جامعة الدول العربية برئاسة حسام زكي، الأمين العام المساعد والممثل الشخصي للأمين العام لجامعة الدول العربية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود العربية المتجددة لإعادة دمج سوريا في المحيط العربي بعد سنوات من الصراع الدائر منذ أكثر من 14 عاماً.
يُذكر أن سوريا تواجه تحديات كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والإنساني، حيث تعاني من آثار الحرب والعقوبات الدولية، مما يجعل دعم الدول العربية عاملاً حاسماً في مسيرة التعافي وإعادة الإعمار.