تستمر الألغام ومخلفات الحرب في حصد أرواح المدنيين بمحافظة دير الزور، حيث وثّق ناشطون محليون مقتل 33 شخصاً وإصابة عشرات آخرين، معظمهم من الأطفال، الذين تعرضوا لإصابات بليغة وبتر في الأطراف جراء الانفجارات المتكررة. وتشير هذه الحوادث إلى حجم الكارثة التي يعيشها السكان، حيث أصبحت الألغام تهدد الحياة اليومية للمجتمع المحلي، خاصة في المناطق الزراعية التي يعتمد عليها السكان كمصدر رئيسي للرزق.
وحصلت منصة sy24 على تفاصيل توزع الضحايا في مناطق مختلفة من المحافظة، إذ وقعت الحوادث في كل من دبلان التي سجلت مقتل مدني واحد، ومحكان التي شهدت نفس العدد من الضحايا، بينما سُجلت أربع وفيات في صبيخان، واثنتان في القورية، وواحدة في العشارة. كما تضررت مناطق أخرى مثل الكشمة (مدني واحد)، والبغيلية (مدني واحد)، وخشام التي كانت الأكثر تضرراً بستة قتلى. وفي التبني قُتل أربعة مدنيين، وفي الحسينية اثنان، وفي البوكمال ثلاثة، بينما سُجلت وفاة واحدة في كل من دير الزور المدينة والخريطة وبقرص. كما شهدت الدوير حالتي وفاة، والميادين حالتين مماثلتين.
علاء الدين يوسف، من بلدة خشام، عبّر في تصريح لمراسل sy24 عن قلقه من انتشار الألغام بين منازل المدنيين والأراضي الزراعية، مشيراً إلى غياب الحملات التوعوية أو الجهود المنظمة لإزالة المخلفات الحربية. وأكد أن هذه الألغام تهدد حياة الأطفال الذين يجهلون مخاطرها. وأضاف علاء أن بعض الأهالي اضطروا للابتعاد عن أراضيهم الزراعية خوفاً من وقوع المزيد من الحوادث، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية للسكان.
وفي سياق متصل، ناشد علي الصالح من قرية البغيلية عبر sy24 المنظمات الدولية التدخل الفوري لإرسال فرق متخصصة لتفكيك الألغام، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لحماية السكان واستقرارهم. ولفت علي إلى أن الألغام لا تقتصر آثارها على التسبب في وفيات وإصابات، بل تسهم أيضاً في تعطيل الحركة اليومية وخوف السكان من التجول بحرية في قراهم.
تعتبر محافظة دير الزور واحدة من أكثر المناطق تضرراً جراء مخلفات الحرب نتيجة السيطرة المتغيرة بين القوى المختلفة منذ عام 2012. ولا تزال الألغام تعيق عودة السكان بأمان إلى منازلهم وحقولهم، مما يتطلب دعماً دولياً لتكثيف جهود إزالة الألغام وضمان سلامة المدنيين. كما دعت منظمات محلية إلى إطلاق حملات توعية تستهدف الأطفال والكبار حول كيفية التعامل مع هذه المخلفات الخطرة، مشيرة إلى نجاح تجارب مماثلة في مناطق أخرى من سوريا.