جهود تطوعية لرعاية المعتقلين المحررين في دمشق وريفها ودرعا طبياً

Facebook
WhatsApp
Telegram

في ظل معاناة المعتقلين المحررين من سجون النظام السابق، انطلقت مبادرة تطوعية يقودها فريق “عقمها”، بالتعاون مع كوادر طبية وفرق من الدفاع المدني السوري، بهدف تقديم الرعاية الصحية والنفسية للمعتقلين الذين أُفرج عنهم مؤخراً، تأتي هذه الجهود استجابة لحاجة ملحة لمتابعة أوضاعهم، في ظل ما يعانونه من آثار جسدية ونفسية نتيجة سنوات طويلة من التعذيب والحرمان.

رعاية شاملة رغم الإمكانيات المحدودة

الحملة التي انطلقت في دمشق وريفها وتمتد حالياً إلى مدينة درعا، تركز على تقديم الخدمات الطبية الأساسية، بما في ذلك توفير الأدوية، والمستلزمات الضرورية مثل الكراسي المتحركة، والسماعات الطبية، وقال عمر بوظو، مدير فريق “عقمها” في حديث خاص إلينا: إن الحملة تمكنت حتى الآن من تقديم الدعم لـ106 معتقلين محررين تم التأكد من معلوماتهم، من أصل 450 تم مقابلتهم منهم معتقلين بأحكام جنائية. وأضاف: “عملنا لا يقتصر على الجانب الطبي فقط، بل يشمل أيضاً الدعم النفسي، نظراً لحجم الصدمات التي تعرض لها المعتقلون خلال سنوات اعتقالهم”.

قصص مؤلمة لضحايا الظلم

من بين الحالات التي رصدها الفريق، قصة ربيع عمار شمايط من داريا، الذي قضى 13 عاماً في سجون النظام، ليخرج مثخناً بالجراح. لم تسعفه أيام الحرية القليلة للشفاء من آلامه، فقد توفي بعد شهر و9 أيام فقط من الإفراج عنه، قصته تمثل نموذجاً لمعاناة مئات المعتقلين الذين ينتظرون العدالة والإنصاف، وهم يواجهون ظروفاً قاسية واحتياجات طبية ملحة.

تعاون مجتمعي لتخفيف المعاناة

الفريق التطوعي يعمل بالتنسيق مع الدفاع المدني السوري، الذي يسهم بتقديم الدعم اللوجستي، بما في ذلك توفير سيارات الإسعاف ونقل المرضى إلى أماكن العلاج، كما يعمل الفريق على زيارة أماكن إقامة المعتقلين المحررين لتقييم احتياجاتهم الصحية والنفسية.

ووفقاً لـ بوظو : “نشاهد في كل زيارة أشكالاً مختلفة من المعاناة والاحتياجات، ونبذل كل جهدنا لتقديم المساعدة، سواء كان ذلك عبر عمليات جراحية أو توفير علاجات وأدوية للأمراض المزمنة”.

التحديات والآمال المستقبلية

رغم التحديات الكبيرة، يواصل فريق “عقمها” جهوده لتخفيف معاناة المعتقلين، ويخطط الفريق لتصنيف الحالات الأكثر حاجة، والتواصل مع داعمين محليين ودوليين لتوفير المساعدة بشكل مباشر، ويؤكد الفريق أن مبادرات كهذه لا يمكن أن تحقق أهدافها إلا بتكاتف الجهود المجتمعية والمؤسسية لدعم المعتقلين المحررين، الذين لا تزال آثار التعذيب والاعتقال تطاردهم

مبادرة “عقمها” تسلط الضوء على جانب مهم من التحديات التي تواجه المعتقلين المحررين، حيث لا تنتهي معاناتهم بالإفراج عنهم، بل تبدأ مرحلة جديدة تتطلب دعماً مستداماً لاستعادة صحتهم وكرامتهم، وبينما تسعى هذه المبادرة إلى تقديم الدعم المطلوب، تبقى الحاجة ملحة لتضافر الجهود لضمان حياة كريمة لهؤلاء الضحايا في مجتمع ما زال يعاني تبعات الحرب.

مقالات ذات صلة