أعلن فرع الهلال الأحمر السوري في محافظة القنيطرة، عن تقديم رعاية صحية ونفسية متكاملة لـ 33 محرراً من سجون ومعتقلات النظام السابق.
وأكد رئيس الفرع، الدكتور جمعة حسن، أن هذه الجهود تأتي استجابة للآثار النفسية والاجتماعية العميقة التي خلفتها تجارب الاعتقال القاسية التي عاشها المحررون.
وأوضح الدكتور، بحسب صحيفة “الوطن”، أن المحررين يعانون من حالات صحية ونفسية صعبة نتيجة لسوء المعاملة والتعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرضوا له خلال فترة اعتقالهم.
وأشار إلى أن العديد منهم يعاني من أمراض مزمنة، مثل السل، بينما يعاني آخرون من إعاقات دائمة بسبب الإصابات التي لحقت بهم أثناء وجودهم في السجون.
وقال حسن: “نحن نتعامل مع حالات إنسانية صعبة للغاية، حيث يعاني المحررون من آثار نفسية وجسدية عميقة نتيجة ما مروا به، كما نقدم لهم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم، بالإضافة إلى الرعاية الصحية والعلاج المناسب لمساعدتهم على التعافي وإعادة الاندماج في المجتمع”.
ومن بين الحالات التي تمت متابعتها في فرع الهلال الأحمر بالقنيطرة، حالة شاب في الثلاثين من العمر، يعاني من إصابات بالغة نتيجة التعذيب، حيث تعرض لبتر في إحدى يديه، وفقدان عين، وقطع جزء من أذنه، إذ تعد هذه الحالة نموذجاً صارخاً للانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها المعتقلون في سجون النظام السابق.
وأضاف الدكتور حسن أن الفريق الطبي والنفسي في الفرع يعمل على تقديم جلسات علاجية فردية وجماعية للمحررين، بالإضافة إلى توفير الأدوية والعلاجات اللازمة للأمراض التي يعانون منها، كما يتم تقديم الدعم الاجتماعي لمساعدتهم على تجاوز الصدمات التي مروا بها وإعادة بناء حياتهم.
وتأتي هذه الجهود في إطار استمرار عمل الهلال الأحمر السوري في تقديم المساعدات الإنسانية للفئات الأكثر تضرراً من النزاعات والانتهاكات، حيث يعمل الفريق على الأرض لتقديم الدعم الطبي والنفسي للمتضررين، ومساعدتهم على تجاوز المحن التي مروا بها.
وأكد الدكتور جمعة حسن أن الهلال الأحمر سيستمر في تقديم الدعم للمحررين ولجميع الفئات المحتاجة، داعياً المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى زيادة الدعم لهذه الجهود، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الكثير من الناجين من انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.
يشار إلى أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري يؤكد على ضمان وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها، خاصة مع تزايد الاحتياجات وعجز آلاف الأسر السورية عن تأمين أبسط المستلزمات، مؤكدة السعي الدائم لتحقيق ذلك بالتنسيق مع شركائها الإنسانيين والجهات المعنية.
وتوضح المنظمة أن العدد الهائل للمحتاجين يدفعها إلى وضع معايير دقيقة لتوجيه المساعدات المتاحة نحو الأسر الأكثر ضعفاً، مع مشاركة هذه المعايير مع المجتمعات المحلية.
ومع ذلك، فإن المساعدات الحالية لا تغطي سوى جزء بسيط من الاحتياجات، مما يستدعي تضافر جهود جميع العاملين في المجال الإنساني لتخفيف المعاناة التي لم تعد تحتمل الانتظار، حسب بيان صادر عن المنظمة.