يعاني ريف حمص الشمالي من أزمات اقتصادية خانقة وتردي في الخدمات العامة والرعاية الصحية، في حين يطالب السكان بتحسين الخدمات وإعادة الإعمار.
وأكد إبراهيم قيسون، أحد سكان المنطقة في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أن الأوضاع الأمنية في ريف حمص الشمالي شهدت تحسناً كبيراً مقارنةً بفترات سابقة، حيث تم القبض على العديد من جماعات الخطف والنهب التي كانت تعمل في المنطقة، وتبين أن غالبيتها كانت تتبع لأفرع أمنية سابقة، ومع ذلك لا يزال العمل جارياً لملاحقة بقية العصابات.
كما أشار إلى وجود بعض حالات الفساد، مثل إطلاق سراح مجرمين مقابل فدية مالية أو تسليم أسلحة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، وصف قيسون الوضع بأنه “تعيس للغاية”، حيث تأثر القطاع الزراعي بشكل كبير بسبب قلة الأمطار، كما أن تعليق الدعم الأمريكي يهدد بتسريح آلاف العمال في المنظمات العاملة في المنطقة.
وأضاف أن معظم مؤسسات الدولة ما زالت متوقفة عن العمل، مما أدى إلى توقف حركة الأعمال بشكل عام.
ورغم انخفاض أسعار العديد من المواد الغذائية، إلا أن سعر الخبز شهد ارتفاعاً ملحوظاً من 1000 إلى 4000 ليرة سورية.
كما لفت إلى أن أسعار العقارات وخاصة الشقق السكنية، بدأت بالانخفاض نتيجة تراجع تكاليف البناء.
وفيما يتعلق بالخدمات العامة، أوضح قيسون أن الجهود الخدمية تقتصر حالياً على الأساسيات مثل النظافة وتوفير الكهرباء والمياه، بينما توقفت جميع المشاريع الخدمية الكبرى بسبب عدم توفر الإمكانات المادية لدى البلديات.
أما على الصعيد الصحي، فقد أشار قيسون إلى أن الواقع الطبي في المنطقة يعتبر “الأفضل” مقارنة بمناطق أخرى، لكنه يعاني من نقص في الخبرات، حيث يعمل معظم الكوادر الطبية من الشباب حديثي التخرج الذين يفتقرون إلى الخبرة الكافية.
ونوّه إلى التقصير في أداء كوادر التمريض، الأمر الذي يعود إلى عدم تأهيلهم بشكل كافٍ للعناية بالمرضى.
من جانبه، تحدث محمد الشيخ، وهو مهجر من مدينة حمص إلى الريف الشمالي منذ سنوات لمنصة سوريا ٢٤، عن الحاجة الماسة لإعادة إعمار المنازل المدمرة في المدينة، مؤكداً أن الكثير من السكان يرغبون في العودة إلى منازلهم لكنهم بحاجة إلى دعم مالي لترميمها.
واعتبر أن الوضع الخدمي في ريف حمص الشمالي يحتاج إلى اهتمام أكبر من الجهات المعنية، مع ضرورة إطلاق مشاريع توفر فرص عمل للشباب في ظل انتشار البطالة.
يذكر أن محافظ حمص يجتمع بشكل دوري مع الدوائر والمؤسسات الرسمية في المحافظة لمتابعة الأعمال المنجزة واستعراض التحديات الراهنة، سواء في المدينة أو أريافها، بهدف تقديم خدمات أفضل للمواطنين.
ووسط كل ذلك، ورغم أن ريف حمص الشمالي يعيش حالة من الاستقرار الأمني النسبي، لكنه يواجه أزمات اقتصادية وخدمية وصحية تحتاج إلى حلول عاجلة.
وفي الوقت الذي يطالب فيه السكان بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل، تبقى الجهود الرسمية محدودة في ظل التحديات المالية والتنظيمية التي تعاني منها المنطقة.