زيارة “استكشافية” لمسؤولين روس إلى دمشق

Facebook
WhatsApp
Telegram
زيارة "استكشافية" لمسؤولين روس إلى دمشق

خاص - SY24

في أول زيارة من نوعها إلى سوريا منذ سقوط رئيس النظام لسابق بشار الأسد، وصل وفد من المسؤولين الروس إلى دمشق اليوم الثلاثاء. وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس تسعى فيه موسكو لتحديد مستقبل علاقتها مع الإدارة السورية الجديدة.

أكد الصحفي طه عبد الواحد، المختص بالشأن الروسي، أن زيارة الوفد الروسي تهدف إلى “استطلاع إمكانيات وآليات استئناف العلاقات السورية-الروسية مع الأخذ بعين الاعتبار دعم موسكو لنظام الأسد البائد”. وقال عبد الواحد لمنصة “سوريا 24” إن روسيا تأمل في الحفاظ على العلاقات التاريخية المتجذرة مع سوريا، مشيرًا إلى أن التصريحات المتبادلة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، تعكس هذه الرغبة.

وأضاف عبد الواحد أن موسكو تتجنب حاليًا التطرق إلى القضايا الحساسة مثل مصير رئيس النظام السابق بشار الأسد، والقواعد الروسية، والأموال المنهوبة، والضباط السوريين الفارين إلى موسكو. وأوضح أن هذه القضايا قد تُبحث لاحقًا، لكن الجانبين سيحرصان على عدم تحويلها إلى نقاط توتر في المفاوضات، مع التركيز بدلًا من ذلك على إيجاد حلول مشتركة تضمن استقرار العلاقات الثنائية.

ووفقًا لوكالة “ريا نوفوستي” الروسية، يضم الوفد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف. ولم تقدم الوكالة تفاصيل إضافية عن الزيارة. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة السورية المؤقتة، لكن صحيفة “الوطن” شبه الرسمية ذكرت أن الوفد الروسي سيلتقي بقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير خارجيتها.

وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ، تواجه روسيا تحديات متزايدة في الحفاظ على قاعدتيها العسكريتين الرئيسيتين في سوريا، وهما قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية والقاعدة البحرية في طرطوس، حيث تُعتبر هاتان القاعدتان محوريتين لتمكين موسكو من بسط نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

بعد الإطاحة برئيس النظام السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، سعت روسيا إلى التفاوض مع القيادة السورية الجديدة لضمان استمرار وجودها العسكري في البلاد، ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن هذه المفاوضات تعثرت، مما يهدد مستقبل القاعدتين.

في خطوة تعكس هذه التحديات، ألغت السلطات السورية الجديدة عقدًا مع شركة روسية كانت تدير ميناء طرطوس، مما يزيد من الشكوك حول مستقبل الوجود الروسي في المنطقة.

تُعد هذه التطورات نكسة استراتيجية لموسكو، التي كانت تعتمد على هذه القواعد لتعزيز حضورها العسكري والدبلوماسي في الشرق فيما ترى وسائل إعلام روسية أنّ هذه الزيارة جزءًا من جهود موسكو للحفاظ على وجودها الاستراتيجي في سوريا. فرغم سقوط الأسد، لم تقطع السلطات السورية الجديدة العلاقات مع روسيا، ولم تُجبر القوات العسكرية الروسية على الخروج من القواعد.

بعد سقوط الأسد، أعادت روسيا نشر قواتها وأصولها من جميع أنحاء سوريا إلى قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، والتي تُعتبر مركز العمليات الرئيسي لها في البلاد. ولم تظهر أي مؤشرات على استعداد موسكو لإخلاء قاعدة حميميم أو المنشأة البحرية في طرطوس، حيث تظل هذه القواعد جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية الروسية في المنطقة.

وأكد عبد الواحد أن روسيا تسعى إلى بناء علاقة إيجابية ومستقرة مع دمشق، حتى لو لم تعد الاتفاقات الاستراتيجية السابقة كما كانت في عهد الأسد. وشدد على أن الزيارة تهدف إلى إعادة تشكيل العلاقات بما يتناسب مع التحولات الجديدة في سوريا، دون المساس بالمصالح الروسية الأساسية.

مقالات ذات صلة