حلب: حراك سياسي وثقافي واسع بعد سقوط الأسد

Facebook
WhatsApp
Telegram
حلب: حراك سياسي وثقافي واسع بعد سقوط الأسد

خاص - SY24

في خطوة تعكس تعافي المشهد الثقافي والسياسي في سوريا الحرة، أصبحت مدينة حلب مركزاً لفعاليات حوارية مفتوحة تجمع بين الفكر والسياسة والثقافة. هذه الحوارات، التي طال انتظارها بعد سنوات من القمع والجفاف السياسي، تمثل انطلاقة جديدة للسوريين لاستعادة دورهم في صياغة مستقبلهم، وتجسد الروح المتجددة للمدينة التي عانت كثيراً لكنها صمدت ونهضت من جديد.

ملتقيات ثقافية وسياسية: بناء جسور الثقة

تحتضن مراكز حلب الحرة الثقافية ملتقيات متنوعة تُتيح للسوريين فرصة مناقشة قضايا تمس حاضرهم ومستقبلهم. هذه النقاشات لا تقتصر على السياسة، بل تمتد إلى قضايا الحوكمة المحلية، التعليم، إعادة الإعمار، والعدالة الاجتماعية. كما تسلط الضوء على الثقافة والفنون، ودورها في إعادة بناء الهوية السورية.

وفقاً للناشطة السياسية مارسيل شحوارو، العائدة إلى مدينتها بعد عشر سنوات من المنفى، فإن هذه الندوات تمثل انتصاراً لحرية التعبير. وقالت لمنصة سوريا 24: “نحن دفعنا ثمناً غالياً لنصل إلى هذه اللحظة، واليوم نملك المساحة للتفكير بصوت عالٍ ومناقشة مستقبلنا بحرية. هذه اللقاءات هي احتفاء بتحرير مدينتنا وبداية جديدة مليئة بالفرص والتحديات”.

حراك سياسي حقيقي

وصف السياسي سمير نشار الوضع في حلب بأنه يشهد “حراكاً سياسياً حقيقياً”، مع وجود تنوع في الأفكار والآراء التي تعكس تطلعات المواطنين. وأكد لمنصة سوريا 24 أن هذا الحراك يمثل تطوراً هاماً مقارنة بفترات القمع السياسي التي عاشتها سوريا في العقود السابقة.

التحديات والآمال

على الرغم من الزخم الحالي، أشار نشار إلى أن هناك تحديات تواجه هذا الحراك، أبرزها التحديات الاقتصادية والضغوط التي تعيشها المناطق المحررة. إلا أنه شدد على أهمية استمرار هذا الزخم السياسي بوصفه جزءاً من بناء مستقبل سوريا الديمقراطية.

وأضاف نشار: “يعتبر هذا الحراك السياسي والاجتماعي في حلب الحرة دليلاً على قدرة المجتمع السوري على النهوض من جديد، وعلى إصراره على المشاركة في صياغة مستقبل وطنه رغم كل التحديات”.

دعم السلطات المحلية: تعزيز التعاون وتمكين المجتمع

أكد عبد الرزاق عبد الرزاق، المنسق العام لمبادرة “شباب التغيير”، وقال لمنصة سوريا 24 إنّ “السلطات المحلية تقدم كل التسهيلات الممكنة لدعم الحراك الثقافي والسياسي”، واعتبر أنّ هذه “الأنشطة ليست مجرد فعاليات، بل هي مساحات حوار تسهم في بناء الثقة بين المناطق المحررة حديثاً، مما يعزز التماسك والسلم الأهلي”.

التنوع الثقافي: الهوية السورية الحقيقية

من جهتها، أوضحت الكاتبة الصحفية ملك توما أن هذا الحراك الثقافي والسياسي يعكس شوق الناس للحياة والمشاركة، مشيرة إلى أن التنوع الثقافي الذي تحتضنه هذه الأنشطة يجسد جوهر الهوية السورية. وقالت لمنصة سوريا 24 إنّ “هذا التنوع هو مصدر قوتنا، وهو ما يجعل هذا الحراك فريداً من نوعه ويثبت أن سوريا قادرة على النهوض مجدداً بألوانها المختلفة وطاقاتها الحية”.

استعادة السياسة: خطوة نحو سوريا الجديدة

تحدث الكاتب والسياسي ياسين الحاج صالح عن أهمية استعادة السوريين للمجال السياسي، مؤكداً أن طردهم من السياسة كان أحد أكبر جرائم النظام السابق. وقال لمنصة سوريا 24: “كلما اتسعت مساحات النقاش العام، أصبح مستقبل سوريا أكثر إشراقاً. علينا أن نكرم كل من ضحى من أجل الوصول إلى هذه اللحظة”.

حلب: بين التحديات والآمال

رغم هذا الزخم، لا تخلو المرحلة الجديدة من تحديات كبيرة، فحلب، التي كانت ذات يوم أكبر حاضنة اقتصادية في الشرق الأوسط، تسعى اليوم لاستعادة مكانتها ودورها الإقليمي والوطني، بفضل إرادة سكانها وتنوعهم الثقافي وطاقاتهم الخلاقة.

مقالات ذات صلة