في ظل قرار الخزانة الأمريكية تعليق جميع المنح الخارجية، بما في ذلك تلك الموجهة لدعم المنظمات العاملة في شمال سوريا، تواجه المخيمات التي تأوي آلاف النازحين أزمة إنسانية حادة.
وأثار هذا القرار، الذي يشمل جميع الدول باستثناء مصر وإسرائيل، مخاوف كبيرة من تفاقم معاناة المدنيين، خاصة في المخيمات التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الدولية لتلبية احتياجاتها الأساسية.
صدمة في المخيمات
ووصف أحمد أبو الخير أحد القاطنين في مخيم الحرمين شمال سوريا قرار تعليق الدعم بأنه “صادم” لجميع القاطنين في المخيمات، مؤكدا أن الوضع المادي للنازحين “تحت الصفر”.
وأضاف في حديثه لمنصة سوريا ٢٤: “بيتي في بلدة تلجبين دمر بالكامل، كيف يمكنني العودة؟ الوضع المادي صعب للغاية، والناس هنا يعيشون تحت خط الفقر، وإذا استمر قطع الدعم، سنواجه مجاعة حقيقية”.
وأشار إلى أن الدمار الشامل في البنية التحتية هو السبب الرئيسي الذي يمنع النازحين من العودة إلى مدنهم وقراهم، مطالبا المنظمات الدولية بضرورة إعادة بناء المنازل وتأمين الظروف اللازمة لعودة آمنة.
وقال: “كل الناس كرهت عيشة المخيمات، ولكن لا خيار أمامهم في ظل الظروف الحالية”.
توقف الخدمات الأساسية
من جهته، حذّر الناشط المدني محمد شاوردي في حديثه لمنصة سوريا ٢٤ من أن توقف عمل المنظمات سيؤدي إلى تعطيل الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها آلاف المدنيين، خاصة في مجالات الإصحاح والنظافة والرعاية الصحية.
وأوضح أن: “توقف خدمات جمع القمامة ونقلها إلى المكبات سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية، كما أن توقف دعم منظمة سامز للمشافي في الشمال السوري سيخلق أزمة كبيرة، خاصة أن هذه المشافي تخدم نسبة كبيرة من النازحين”.
وشدد شاوردي على أن عدم قدرة الناس على العودة إلى منازلهم مع توقف الدعم، سيؤدي إلى “كارثة إنسانية” في الأيام القادمة، محذرا من أن الوضع قد يخرج عن السيطرة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.
قرار يهدد بتدهور الأوضاع الإنسانية
وحول ذلك، قال وائل أبو عبد الله، مساعد مشروع في إحدى المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال لمنصة سوريا ٢٤: “أدى قرار تعليق عمل المنظمات الإنسانية إلى تفاقم معاناة النازحين في المخيمات، حيث باتوا يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، وهذا القرار يهدد بتدهور الأوضاع الإنسانية، خاصة مع غياب الدعم اللازم لاستمرار الحياة اليومية”.
وأضاف: “أما بشأن الخطط البديلة، فمن الضروري تفعيل جهود الإغاثة المحلية، وتعزيز التنسيق مع الجهات الدولية غير المتأثرة بالتعليق، إضافة إلى البحث عن حلول مستدامة تضمن توفير الاحتياجات الأساسية للنازحين ريثما تتحسن الظروف لعودتهم إلى ديارهم”.
نداءات عاجلة للمجتمع الدولي
وفي سياق متصل، ناشد منسقو استجابة سوريا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتقديم دعم عاجل للنازحين السوريين، خاصة في المخيمات.
وجاء في بيان صادر عن المنظمة مؤخراً، أن الأوضاع الإنسانية تدهورت بشكل كبير، مع تفاقم معاناة المدنيين بسبب نقص المياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية والتعليم.
وأشار البيان إلى أن العديد من النازحين يعيشون في ظروف مزرية داخل خيام لا تقيهم من تقلبات الطقس، معربين عن قلقهم البالغ إزاء الحالة الصحية لكبار السن والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والأمراض المنتشرة.
ودعا منسقو الاستجابة إلى توفير مساعدات إنسانية عاجلة تشمل الغذاء والدواء والمأوى، بالإضافة إلى تسهيل عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية بأمان.
كما طالب الفريق المنظمات الدولية بإعادة ترتيب أولوياتها والتركيز على تلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين بدلاً من الأنشطة الشكلية.