أطلقت محافظة حماة حملة واسعة النطاق تحمل شعار “حماة تنبض من جديد”، بهدف تنظيف وإعادة تأهيل نهر العاصي ونواعير المدينة، أحد أبرز المعالم الطبيعية في المدينة، إلى جانب تحسين البنى التحتية والخدمات العامة.
الحملة التي انطلقت بالتعاون مع مؤسسة البيئة النظيفة (E-Clean) وبمشاركة عدد من المنظمات والمؤسسات الخدمية، تمثل خطوة مهمة نحو إعادة إحياء مدينة حماة التي عانت لعقود من التهميش والتراجع في الخدمات.
وفي تصريحها لمنصة سوريا 24، قالت علا محمد، إحدى سكان مدينة حماة: “إن هدف المبادرة هو إعادة إحياء المدينة وتأهيل البنى التحتية وتحسين الخدمات، فالنظام تعمد طيلة فترة حكمه على تهميش مدينة حماة في كل النواحي، مما أدى إلى تدهور كبير في المرافق العامة والخدمات الأساسية، لكن هذه الحملة تعطي أملاً جديداً بأن الأمور يمكن أن تتغير للأفضل”.
وأضافت علا: “تم الاجتماع مع عدد من رؤوس الأموال في المدينة وطرح فكرة إحياء المدينة، الذين بدورهم رحبوا بهذه المبادرة وتكفلوا بتقديم مبالغ مالية لتحسين الواقع المعيشي والخدمي”.
ولفتت إلى أن هذا التعاون بين الأهالي والحكومة يعكس روح المسؤولية المجتمعية ويمنحنا فرصة لرؤية حماة كما كانت دائماً، مدينة الجمال والتراث.
من جانبها، أكدت إدارة محافظة حماة، بحسب علا محمد، أن الحملة بدأت تؤتي ثمارها من خلال تنفيذ مجموعة من المشاريع التطويرية والترميمية.
وحسب أعمال محافظة حماة، فقد تم إزالة الأكشاك العشوائية الواقعة على الدوارات وفي وسط المدينة، بالإضافة إلى بدء صيانة شبكات المياه المهترئة التي كانت تسبب انقطاعاً متكرراً في توزيع المياه على السكان.
كما تم تشجير بعض الدوارات والحدائق العامة، وهدم عدد من الأبنية المخالفة في حي غرب المشتل.
وأشارت الإدارة إلى أنه تم تنبيه أصحاب الإشغالات الطرقية بإزالة كافة المخالفات من كافتيريات وكراسي وطاولات، وتصليح عدد من المقاعد وإعادة تأهيل بعض المدارس، مؤكدة أن هذه الخطوات تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المدينة.
ومع انطلاق الحملة، بدأت الأعمال الفعلية في المدينة حيث تم تنفيذ مجموعة من المشاريع التطويرية والترميمية، منها حفر الشوارع الرئيسية لوضع حاويات قمامة ذكية تسهم في تحسين إدارة النفايات، وبدء أعمال صيانة شبكات المياه المهترئة التي كانت تسبب انقطاعاً متكرراً في توزيع المياه على السكان، كما تم هدم بعض الأبنية المخالفة في حي غرب المشتل، بالإضافة إلى إزالة الأكشاك العشوائية المنتشرة في الدوارات وفي وسط المدينة.
وقامت الفرق المشاركة في الحملة بتشجير بعض الدوارات والحدائق العامة، مما يعزز الجانب الجمالي للمدينة ويخلق مساحات خضراء جديدة للسكان.
وتم تصليح عدد من المقاعد في الحدائق العامة وإعادة تأهيل بعض المدارس، بما يعكس اهتماماً بتحسين الواقع التعليمي والخدمي.
وفي إطار الجهود الرامية لتعزيز وصول مياه الشرب إلى المناطق المحتاجة، بدأت منظمة “أوكسفام” بالتعاون مع مؤسسة مياه حماة تنفيذ مشروع مد خط دعم بقطر 90 وضغط 16 بار في منطقة مشاع الطيار، حيث سيوفر المشروع المياه النقية لآلاف السكان الذين كانوا يعانون من نقص في الإمدادات.
ولعبت رؤوس الأموال المحلية دوراً محورياً في دعم الحملة، بحسب علا محمد، فقد تم عقد اجتماعات مع رجال أعمال ومستثمرين من المدينة، الذين رحبوا بهذه المبادرة وأبدوا استعدادهم لتقديم الدعم المالي اللازم لتحسين الواقع المعيشي والخدمي، ما يعكس روح المسؤولية المجتمعية ويساهم في تعزيز التنمية المستدامة.
ورغم الإنجازات الأولية، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه الحملة، خاصة فيما يتعلق بمعالجة المخلفات الصناعية والنفايات المنزلية التي تتسبب في تلوث النهر، ومع ذلك، فإن الخطوات المتخذة حتى الآن تبعث برسائل إيجابية حول إمكانية تحقيق تغيير حقيقي في المدينة.