حذّر الصحفي علي الأعور من أبناء مدينة السويداء في حديثه لمنصة سوريا 24، من موضوع خطير يتعلق برمي الأسلحة أو الذخائر أو العبوات القابلة للانفجار في حاويات القمامة.
وتشهد مدينة السويداء، جنوب سوريا، حالة من القلق والترقب بعد تكرار ظاهرة رمي الطلقات النارية والمتفجرات في حاويات القمامة، ما أثار مخاوف كبيرة حول المخاطر البيئية والإنسانية التي قد تنجم عن هذا السلوك غير المسؤول.
وفي حادثة غير مسبوقة عُثر على كمية كبيرة من طلقات الرشاشات المتوسطة وبعض المقذوفات داخل إحدى حاويات القمامة في أحد أحياء المدينة.
وأبدى شخص متطوع كان يتابع العمل الميداني استغرابه وقلقه الكبيرين بشأن هذه الظاهرة، محذراً من مخاطرها الجسيمة، حسب ما نقل الأعور.
وأوضح أن رمي مثل هذه المواد الخطيرة في الحاويات يشكل تهديداً كبيراً لحياة المواطنين، خاصة إذا تعرضت الحاويات للحرق للتخلص من النفايات.
وأشار إلى أن احتراق هذه المواد يمكن أن يؤدي إلى انفجارات أو إطلاق شظايا خطيرة قد تؤذي الأرواح وتتسبب في كوارث لا يمكن تداركها.
ويعتبر رمي الطلقات والمتفجرات في الحاويات بأنه ليس مجرد عمل غير مسؤول، بل هو سلوك يهدد حياة الناس ويعرضهم لمخاطر كبيرة، فعندما تتعرض هذه المواد لدرجات حرارة عالية نتيجة حرق النفايات، قد تنفجر أو تطلق مواد سامة تؤدي إلى إصابات خطيرة أو حتى الوفاة.
كما أن وجود مثل هذه المواد في أماكن مفتوحة يعرض الأطفال والشباب الذين قد يلتقطونها بدافع الفضول للخطر.
ونقل الأعور عن عدد من سكان المدينة غضبهم واستيائهم من هذه الظاهرة، واصفين ما يجري بأنه عبث وفوضى، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة قد تكون نتيجة الجهل أو الإهمال، وأن هناك احتمال أن يكون بعض الأشخاص يقومون بالتخلص من الأسلحة أو الذخائر بهذه الطريقة للتستر على عمليات غير قانونية.
وفي ظل تكرار هذه الحوادث، دعا العديد من الأهالي الجهات المعنية إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة، مطالبين بزيادة الوعي المجتمعي حول مخاطر التعامل مع الأسلحة والذخائر بطريقة غير آمنة، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على المناطق التي يتم فيها التخلص من النفايات.
كما دعا الأهالي إلى توعية أبنائهم بعدم الاقتراب من أي أجسام غريبة قد يجدونها في الشوارع أو الحاويات، مؤكدين أن الوقاية هي أفضل وسيلة لتجنب الكوارث.
وقال الصحفي علي الأعور، إن: “هذا الأمر يمكن أن يندرج تحت إطارين: قد يكون الشخص الذي يقوم بذلك يريد التخلص من هذه المواد بطريقة غير مدروسة، لكنني أستبعد هذا السبب”.
وأضاف: “وقد يكون شخص مخرب (سواء من خارج المحافظة أو حتى من داخلها) يتعمد إحداث فوضى وأذى، وهناك احتمال أن يكون بعض الأشخاص ضعيفي النفوس قد استلموا مبالغ مالية لرمي بقايا أسلحة وذخائر خطيرة، مثل الرصاص الخاص بالرشاشات المتوسطة (مثل رشاش طه 23 أو 14.5)، خاصة وأن هذه الذخائر معروفة بأنها سريعة الاشتعال والتفجير”.
ووجّه الأعور رسالة للأهالي قال فيها: “كونوا حذرين عند رمي القمامة، وإذا لاحظتم وجود مواد غريبة أو مشبوهة، لا تحاولوا حرقها أو التعامل معها، بل أبلغوا الجهات المختصة فورًا”.
وأكد قائلا: “رسالتي ليست فقط لتوعية أهالي منطقة السويداء، بل هي دعوة لكل السوريين في كافة المناطق، ويجب أن يكون الجميع واعين لأهمية التعامل الصحيح مع النفايات وعدم رمي أي مواد مشبوهة أو خطيرة في الحاويات”.
ومؤخرا، حذّرت الجهات الأمنية السكان من الاقتراب من القطع العسكرية، مؤكدة أن هذه المناطق مليئة بالألغام المزروعة لأغراض الحماية.
وقال منير مصطفى، نائب مدير الدفاع المدني السوري لمنصة SY24: “هذا الأمر شيء خطير، لأنه حتى الآن هناك قسم من الذخائر الموجودة في المناطق العسكرية وحولها، بالإضافة إلى انتشار الألغام بشكل كبير. لذلك، من المفترض أن يكون فريق المتفجرات قد قام بمسح هذه الأماكن وتعليمها وإزالة الألغام منها”.
وفي ظل تحذيرات أمنية متكررة من قبل الجهات المعنية، لا يزال سكان محافظة السويداء في سوريا يتعرضون لمخاطر جسيمة بسبب تجاهلهم للتحذيرات بعدم الاقتراب من القطع العسكرية المليئة بالألغام والمتفجرات.