تأثرت سوريا بمنخفض جوي قوي اجتاح مختلف المناطق، حيث شهدت بعض المناطق الساحلية والوسطى أمطاراً غزيرة، بينما غطت الثلوج المرتفعات الجبلية، في حين عانت المناطق الداخلية والشرقية من البرد القارس والرياح الشديدة، ما زاد من معاناة السكان الذين يعانون أصلاً من أزمات اقتصادية ومعيشية خانقة.
في الساحل السوري، تسبب هطول الأمطار الغزيرة في تشكل السيول وتعطيل حركة السير في عدد من المدن والقرى، حيث أفاد مراسلنا بأن ضعف البنية التحتية أدى إلى تجمع المياه في الشوارع الرئيسية، ما أعاق التنقل وأثر على حركة الأسواق، بينما في المناطق الجبلية، مثل ريف اللاذقية وريف حماة، تكللت القرى بالثلوج، ما تسبب في عزل بعض القرى وصعوبة الوصول إليها.
أما في شمال سوريا، وخاصة في المخيمات المنتشرة على الحدود السورية التركية، تفاقمت أوضاع النازحين مع تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وسط نقص حاد في مواد التدفئة والغذاء.
يقول أحد النازحين في مخيم قاح لمنصة سوريا 24: إن “المنخفض جعل حياتنا جحيماً، خيامنا لا تصمد أمام الرياح والأمطار، والبرد لا يرحم أطفالنا”، مشيراً إلى غياب أي دعم حقيقي من المنظمات الإنسانية.
وفي دمشق وحمص، سجلت درجات الحرارة انخفاضاً كبيراً مع هطول متقطع للأمطار، لكن المعاناة الكبرى كانت في الحصول على وسائل التدفئة، بسبب الأسعار المرتفعة للغاية، حيث بلغ سعر لتر المازوت 0.95 دولار، والبنزين العادي 1.1 دولار، بينما وصلت أسطوانة الغاز المنزلي إلى 11.8 دولار، ما يجعل تأمين التدفئة مستحيلاً لمعظم الأسر التي تعيش على دخل لا يتجاوز 25 دولاراً شهرياً.
وفي شمال غرب البلاد، بلغ سعر طن الحطب 175 دولاراً، وقشر الفستق 220 دولاراً، وسجل طن البيرين 180 دولاراً، في حين وصل سعر لتر المازوت في المناطق التي تعتمد الليرة التركية إلى 37 ليرة تركية (1.3 دولار)، هذه الأرقام تجعل التدفئة حلماً بعيد المنال، حيث يعتمد الناس على وسائل بديلة مثل حرق البلاستيك أو المواد المهملة، رغم المخاطر الصحية الناتجة عنها.
الموجة الباردة التي تضرب البلاد تسلط الضوء على الحاجة الماسة لتدخل المنظمات الدولية والإنسانية لتوفير مواد التدفئة ومساعدات عاجلة للسكان والنازحين، خاصة مع استمرار انخفاض درجات الحرارة واستمرار الأزمات المعيشية التي تجعل مواجهة البرد القارس تحدياً يومياً لملايين
