تزايد التوتر على الحدود السورية – اللبنانية، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومجموعات تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني في ريف حمص الغربي، عقب محاولة الأخيرة تهريب شحنة أسلحة عبر قرية حاويك الحدودية.
وأفادت مصادر ميدانية خاصة لمنصة سوريا 24، بأن مجموعة من آل زعيتر، المنتمية لحزب الله، حاولت تمرير شحنة أسلحة عبر القرية، إلا أن شبانًا محليين تصدوا لهم، مما أدى إلى اندلاع مواجهات مباشرة.
وردّت الميليشيا بقصف القرى المجاورة بالأسلحة الثقيلة، ما دفع الجيش السوري للتدخل مستخدمًا قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة لاستهداف مواقع الميليشيا.
في تطور لافت، شاركت الطائرات المسيّرة شاهين التابعة للجيش السوري، في استهداف مواقع الميليشيا، ما أدى إلى إلحاق خسائر مباشرة في صفوفها، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذه الطائرات في مواجهة مباشرة مع حزب الله على الحدود السورية – اللبنانية، الأمر الذي يشير إلى تحول في الاستراتيجية العسكرية السورية تجاه هذه التهديدات.
بالتزامن مع ذلك، دفعت إدارة العمليات العسكرية السورية بتعزيزات كبيرة إلى المنطقة، تضمنت مئات المقاتلين وعشرات الدبابات والرشاشات الثقيلة، بهدف تعزيز السيطرة ومنع استمرار عمليات التهريب التي تهدد الأمن القومي السوري.
وشهدت المواجهات تصعيدًا إضافيًا، حيث تداولت صفحات محلية مقاطع مصورة توثق اعتقال مقاتلين سوريين على يد مجموعات تابعة لحزب الله، مما زاد من حدة التوتر.
تأتي هذه المواجهات في ظل تصاعد عمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود، حيث أعلنت الإدارة العامة لأمن الحدود في سوريا، قبل أيام، عن ضبط شحنة أسلحة كانت في طريقها إلى حزب الله في مدينة سرغايا بريف دمشق، وذلك وفق بيان صادر عن وزارة الداخلية السورية.
وأوضحت الوزارة أن العملية جاءت بعد رصد أمني مكثف، حيث تمت مصادرة بنادق كلاشنكوف، وقذائف RPG، وذخائر متنوعة، مما يعكس استمرار نشاط شبكات التهريب رغم الجهود الأمنية المتزايدة.
بحسب مصادر أمنية، لا تزال شبكات التهريب تعمل بنشاط، رغم تصاعد الضغوط الأمنية، مما يثير تساؤلات حول الجهات التي تدعمها وتستفيد منها.
وأشار مصدر أمني خاص لمنصة “سوريا 24” إلى أن انهيار النظام السابق أدى إلى بقاء المستودعات العسكرية دون حماية، ما سمح لمجموعات مرتبطة بإيران بسرقة الأسلحة وتأسيس شبكات تهريب تعمل لصالح ميليشيا حزب الله.
وأضاف المصدر أن ميليشيات حزب الله أخفت كميات كبيرة من الأسلحة في مستودعات سرية قبل انسحابها، بهدف استخدامها أو بيعها لاحقًا لحلفائها.
ورغم الجهود المبذولة من قبل الحكومة السورية الجديدة، بما في ذلك الاجتماع الذي جرى في وقت سابق بين رئيس هيئة الأركان اللواء علي النعسان مع مدير مكتب التعاون والتنسيق في الجيش اللبناني العميد ميشيل بطرس، إلا أن التحديات الأمنية لا تزال قائمة، وتتطلب تعاونًا أكثر فاعلية بين الجانبين.
ويرى الحقوقي اللبناني محمد فواز صبلوح، في حديث لمنصة “سوريا 24”، أن الحدود اللبنانية السورية لا تزال تعاني من مشكلة التهريب، حيث تواصل عصابات منظمة العمل تحت غطاء أمني، وتعمل هذه الشبكات بالتنسيق بين حزب الله وفلول النظام السابق في سوريا ولبنان، مما يجعل تفكيكها أمراً معقداً للغاية.
وأشار صبلوح إلى أن الحكومة السورية الجديدة مطالبة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لضبط حدودها، حيث لا يمكنها الاعتماد على لبنان لاتخاذ هذه الخطوة، خاصة أن العديد من المعابر الحدودية غير الشرعية لا تزال نشطة.
كما أكد أن الحكومة السورية يجب أن تطلب من السلطات اللبنانية فرض رقابة صارمة على الحدود، إذ أن بعض عصابات التهريب تعمل تحت غطاء أمني معين، مما يجعل من الصعب ملاحقتها أو إيقاف نشاطها غير القانوني.
بحسب مصادر خاصة، يعتمد حزب الله على عدة معابر غير شرعية لتمرير الأسلحة، أبرزها تلك الموجودة مقابل البقاع الأوسط في منطقة النبي شيت، النبي عثمان، القاع، بريتال، معظم مناطق شرق بعلبك، ومعبر الزبداني.
وكانت هذه المعابر تعمل تحت إشراف عصابات تهريب مرتبطة بفلول النظام السابق وميليشيا حزب الله، مما يعكس حجم التحديات التي تواجهها الحكومة السورية في ضبط الحدود.