لقي أربعة مدنيين مصرعهم اليوم الثلاثاء، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات قوات النظام السابق والميليشيات الإيرانية المتحالفة معها في منطقة البغالي، شمال شرق مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، بحسب ما أفادت مصادر لقناة الجزيرة.
ويأتي هذا الحادث في ظل استمرار المخاطر التي تشكلها مخلفات الحرب على المدنيين، وسط غياب جهود كافية لإزالتها.
وفي حادثة أخرى وقعت في 9 شباط الحالي، أُصيب ثلاثة أطفال بجروح متفاوتة جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في قرية خلصة بريف حلب الجنوبي.
وتم نقل الأطفال المصابين إلى مشفى حلب الجامعي لتلقي العلاج، فيما تتزايد المخاوف من استمرار وقوع إصابات مماثلة في ظل غياب إجراءات وقائية فعالة.
ورغم الجهود المحلية والدولية لتطهير المناطق من الألغام والذخائر غير المنفجرة، لا تزال هذه المخلفات تشكل تهديداً دائماً للسكان.
ووفقاً لتوثيقات فرق إزالة مخلفات الحرب التابعة للدفاع المدني، فقد قُتل 46 مدنياً، بينهم 8 أطفال وامرأة، وأُصيب 82 آخرون، بينهم 31 طفلاً، بجروح بعضها بليغة، خلال الفترة الممتدة من 27 تشرين الثاني 2024 حتى 26 كانون الثاني 2025، نتيجة انفجار مخلفات الحرب في مختلف المناطق السورية.
وخلال الفترة نفسها، تمكنت الفرق المختصة من إزالة أكثر من 1060 ذخيرة غير منفجرة، كما حددت 134 حقل ألغام في عدة محافظات، في خطوة تهدف إلى الحد من المخاطر وتأمين عودة النازحين إلى منازلهم.
لكن بالرغم من هذه الجهود، لا تزال الألغام والذخائر غير المنفجرة عائقاً رئيسياً أمام الاستقرار وإعادة الإعمار، مما يستدعي تكثيف عمليات المسح والإزالة، إلى جانب حملات توعية للسكان، خاصة الأطفال، الذين يُعتبرون الفئة الأكثر عرضة لهذه المخاطر.
إزالة الألغام تتطلب جهوداً دولية مكثفة وتنسيقاً مستمراً لضمان أمن المدنيين وتهيئة المناطق المتضررة لعودة الحياة الطبيعية، حيث لم تعد هذه المشكلة مجرد تهديد أمني، بل أصبحت تحدياً إنسانياً يعوق جهود التعافي في سوريا.