بعد تسع سنوات من التهجير القسري والمعاناة في المخيمات، عاد طلاب وطالبات مدينة تل رفعت شمالي حلب إلى مقاعد الدراسة، في خطوة تعكس إصرار الأهالي والكوادر التعليمية على استئناف العملية التعليمية رغم التحديات.
ترميم المدارس وعودة الحياة التعليمية
شهدت المدينة جهودًا مكثفة من قبل المكتب التعليمي لإعادة تأهيل المدارس المتضررة، حيث تم ترميم أجزاء كبيرة من المنشآت التعليمية المتبقية وتجهيزها لاستقبال الطلاب في المرحلتين الابتدائية والإعدادية.
وفي تصريح خاص لمنصة سوريا 24، قال عبد الغني حاج أحمد، مدير المكتب التعليمي في المجلس المحلي لمدينة تل رفعت: “منذ عودتنا إلى المدينة، أولينا اهتمامًا بالغًا بالقطاع التعليمي، نظرًا لأهميته في إعادة بناء المجتمع بعد سنوات من النزوح، عدد سكان تل رفعت اليوم يفوق 60 ألف نسمة، وكانت مدارسنا ما بين مدمرة كليًا أو جزئيًا، لدينا في المدينة 15 مدرسة، بينها ثانوية، وتمكّنا حتى الآن من تفعيل ست مدارس، وهي: مدرسة الشهيد محمد قرندل، ثانوية تل رفعت، أسامة درباس، علي عبود، جول جمال، وثانوية تل رفعت للإناث”.
وأضاف حاج أحمد أن استقبال الطلاب بدأ في 8 من الشهر الجاري، وبلغ عدد المسجلين حتى الآن حوالي 1500 طالب وطالبة في مراحل مختلفة.
وأوضح أن التحدي الأكبر يكمن في استكمال العام الدراسي، خاصة أنه بدأ في منتصفه، لكن الجهود مستمرة لتوفير بيئة تعليمية مناسبة.
معاناة الطلاب في المخيمات وصعوبات التعليم
من جانبه، تحدث عبد الكريم علي، مدير مدرسة الشهيد محمد قرندل، عن الظروف الصعبة التي مر بها الطلاب خلال النزوح، قائلًا في تصريح خاص لمنصة سوريا 24: “أطفالنا عاشوا تسع سنوات قاسية في المخيمات، حيث كانت المدارس عبارة عن خيام غير مؤهلة، لا تقيهم برد الشتاء ولا توفر بيئة تعليمية مناسبة، توزعت هذه المدارس المؤقتة في 13 مخيمًا على الحدود السورية – التركية، ما جعل العملية التعليمية صعبة للغاية”.
وأوضح علي أن المدارس في تل رفعت كانت جزءًا من البنية التحتية المدمرة، مما استدعى رفع تقارير للمنظمات الإنسانية لدعم التعليم في المنطقة، مؤكدًا أن أبرز التحديات التي تواجه المدارس حاليًا هي عدم استكمال عمليات الترميم، نقص الكتب والقرطاسية، وعدم توفر التدفئة المناسبة للطلاب.
وأشار إلى أن مدرسة الشهيد محمد قرندل، التي يديرها، تضم مرحلتين تعليمية (الابتدائية والإعدادية)، ويبلغ عدد الطلاب فيها نحو 1000 طالب وطالبة، لكنها تعرضت الشهر الماضي لأضرار جسيمة إثر تفجير بسيارة مفخخة بالقرب منها، مما أدى إلى تحطم نوافذها، ومع ذلك، تستمر الجهود لاستقبال المزيد من الطلاب وتوفير بيئة تعليمية مستقرة.
دعوات لاستكمال الترميم ودعم التعليم
مع استمرار تسجيل الطلاب وعودة الحياة إلى المدارس، دعا الكادر التعليمي الأهالي إلى إرسال أبنائهم لاستكمال دراستهم، كما طالبوا المنظمات الإنسانية والجهات المعنية بدعم قطاع التعليم في تل رفعت، لاستكمال عمليات الترميم وتوفير مستلزمات التعليم الأساسية، لضمان مستقبل أفضل للأطفال الذين حرموا من التعليم لسنوات طويلة.