أكد فايز أبو عيد مدير مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أن مخيم العائدين الذي يقطنه اللاجئون الفلسطينيون في مدينة حماة السورية، يشهد سلسلة من التوترات والاحتجاجات الشعبية منذ عدة أيام.
وأوضح أبو عيد أن المخيم شهد خلال الأيام الماضية سلسلة من الاحتجاجات، كان أبرزها تجمعات تطالب بإغلاق مقرات التنظيمات الموالية للنظام السابق ومحاسبة المتورطين في اعتقال وقتل أبناء المخيم.
وأشار إلى أن الأحداث تطورت مؤخراً إلى محاولة إحراق مقر ميليشيا “لواء القدس”، حيث قام بعض الشباب والأطفال بإلقاء مفرقعات نارية على المبنى في تعبير عن الغضب الشعبي تجاه ما يعتبرونه رمزاً للظلم وآلة للقتل، وكذلك الخروج بمظاهرة للاحتجاج على محاولة فتح مكتب الصاعقة التابع لحزب البعث.
وحسب أبو عيد، تأتي تلك التطورات في المخيم تعبيرًا عن الغضب المتزايد إزاء قرارات سياسية وأمنية اعتبرها الأهالي استفزازًا مباشرًا لمشاعرهم.
ونقل أبو عيد عن عدد من أهالي المخيم قولهم إن إعادة افتتاح أي مكاتب تابعة لحزب البعث أو للميليشيات المدعومة من النظام السابق وإيران، يعتبر خطوة استفزازية لسكان المخيم الذين ما زالت جراح الماضي تنزف بسبب الانتهاكات التي تعرضوا لها على أيدي التنظيمات الموالية للنظام، حسب تعبيرهم.
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإغلاق تلك المكاتب إلى الأبد، ومحاسبة المسؤولين عن اعتقال وقتل أبناء المخيم خلال السنوات السابقة.
كما طالبوا بوضع حد للتدخلات الأمنية التي تهدد السلم الأهلي داخل المخيم. وأكد المحتجون أن إعادة فتح مكاتب “الصاعقة” ليست مجرد خطوة تنظيمية، بل هي رسالة سياسية تعيد للأذهان سنوات من القمع والاضطهاد.
ويرى الأهالي أن إعادة فتح هذه المكاتب هو محاولة لإعادة إنتاج أدوات القمع ذاتها التي كانت سببًا في معاناتهم، حيث يؤكد البعض أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى انقسامات داخلية جديدة، خاصة وأن المخيم يضم شريحة كبيرة من النازحين والمهجرين الذين يعانون أصلاً من ظروف معيشية صعبة، وفق ما تحدث به أبو عيد.
وفي سياق متصل، أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بيانًا رسميًا استنكرت فيه ما وصفته بـ”الدعوات التحريضية” التي تستهدف تأجيج الصراع داخل المخيم.
وأكدت الجبهة على موقفها الثابت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا أو أي دولة أخرى، مشددة على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية في وجه التحديات المشتركة.
كما نفت الجبهة أي علاقة لها بأعمال عنف أو اعتداءات ضد السوريين أو الفلسطينيين، مشيرة إلى أنها تعمل دائمًا على تعزيز الحوار والتفاهم بين جميع الأطراف، بحسب مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية.
تجدر الإشارة إلى استمرار الدعوات داخل المخيم، لمحاسبة كل من تورط في سفك الدماء وتطبيق القانون بحقهم، وسط أجواء مشحونة تعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه ممارسات التنظيمات الموالية للنظام السابق.