نفى مصدر رفيع المستوى في الحكومة السورية لمنصة سوريا 24 الأنباء التي تتحدث عن زيارة وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى بغداد، يوم غد الاثنين، مؤكداً تلقي الوزير الشيباني دعوة من نظيره العراقي بهذا الخصوص، إلا أنّ قرار التأجيل أتى من أجل استكمال الإجراءات الاستشارية والتقنية اللازمة.
ذكرت وكالة سانا الرسمية للأنباء أنّ “المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية ذكر أنه تم توجيه دعوة رسمية إلى وزير الخارجية السوري السيد أسعد الشيباني لزيارة جمهورية العراق الشقيقة، لمناقشة عدد من القضايا المشتركة بين البلدين، وتعزيز العلاقات الثنائية، وفتح صفحة جديدة في التعاون بين سوريا والعراق.”
وأوضح المكتب الإعلامي أن موعد الزيارة سيتم تحديده في وقت لاحق، بعد استكمال جدول الأعمال وإجراء المشاورات التقنية اللازمة لتحديد التوقيت المناسب للزيارة.
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سيتوجه غداً إلى العراق بدعوة من نظيره العراقي، من أجل بحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، كان العراق من بين الدول القليلة التي لم تهنئ الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بتوليه مهام منصبه، وبرزت بغداد كمراقبة حذرة للتحولات الكبيرة التي شهدتها جارتها، معتبرة إياها تهديدات أمنية تستوجب الحذر الشديد.
فيما أرسلت الإدارة السورية الجديدة إشارات إيجابية إلى بغداد، مما دفع العراق إلى الرد بزيارة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري إلى دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2024. وتتبع هذه الزيارة دعوة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لزيارة بغداد، والتلميح إلى إمكانية دعوة الرئيس السوري للمشاركة في القمة العربية المقبلة في بغداد.
وبحسب وسائل إعلام، فإن زيارة الشطري ركزت على شرح مخاوف العراق للجانب السوري من عودة تنظيم الدولة الإسلامية، وضرورة ضبط الحدود لمنع تسلل عناصر من خلايا التنظيم إلى داخل العراق. كما أن الشطري طلب من الشرع التعاون في منع امتداد الاضطرابات إلى المناطق الحدودية العراقية التي تقطنها عشائر لها ارتباطات مع الجانب السوري.
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد أعرب -في تصريحات لتلفزيون “فرانس 24” في 14 شباط/فبراير الجاري- عن مخاوف بلاده من تنظيم الدولة ووجود جماعات مسلحة قرب الحدود العراقية السورية. وقال وزير الخارجية: “نعتبر التنظيم تهديداً، وبما أن الإدارة السورية الجديدة لديها موقف منه، فإننا نحتاج إلى تعاون وعمل مشترك مع سوريا للتصدي للتنظيم ومنع إعادة تمكينه مجدداً.”
ومن ناحية أخرى، تتزايد المخاوف بشأن إمكانية أن تثير الأحداث في سوريا تمرداً مماثلاً في العراق، وذلك بعد أن هُزمت الميليشيات العراقية المدعومة إيرانياً في سوريا، وانحسر الدور الإيراني وتراجع دور حزب الله في المنطقة، وهو ما دفع معظم قادة الميليشيات العراقية الممولة عسكرياً من إيران والداعمة لنظام الرئيس الساقط بشار الأسد إلى اتخاذ موقف عدائي من القيادة السورية الجديدة في سلسلة من التصريحات الإعلامية، وهو ما يزيد الفتور في العلاقة بين الجانبين.