في إطار الجهود الرامية إلى إنعاش القطاع الصحي في دير الزور، أرسلت جمعية “سامز” دفعة أولى من التجهيزات الطبية إلى مستشفى الميادين، ضمن خطة دعم طويلة المدى تهدف إلى تعزيز الخدمات الصحية في عموم المحافظة، من المتوقع أن تسهم هذه المعدات في تحسين أداء أقسام المرضى الداخليين، والعيادات الخارجية، وقسم الإسعاف، ما يرفع من قدرة المستشفى على تقديم الرعاية الطبية اللازمة لسكان المنطقة.
خطة شاملة لدعم المستشفيات في دير الزور
الدكتور مازن، المدير الإقليمي في الشرق الأوسط لمنظمة “سامز”، أوضح في تصريح خاص لمنصة سوريا 24، أن المنظمة تعمل على تنفيذ برنامج متكامل لدعم القطاع الصحي في ثلاث مناطق رئيسية: مدينة دير الزور، الميادين، البوكمال، وتشمل الخطة تعزيز خدمات غسيل الكلى، وتوفير العلاجات لمرضى الأورام، بالإضافة إلى إنشاء مستشفى متخصص في رعاية النساء والأطفال، بالتنسيق مع وزارة الصحة ومديرية صحة دير الزور.
تحسين خدمات الإسعاف وتأهيل المستشفيات
يركز الدعم الحالي وفق ما أكده الدكتور مازن على إعادة تشغيل مستشفى الميادين، حيث يتم تزويده بأسرة للمرضى، وأسرة للعناية المركزة، وأجهزة طبية حديثة ضرورية لقسم الإسعاف والعيادات الخارجية، كما تعمل “سامز” على تأهيل المركز الطبي الوحيد في البوكمال، الذي يعاني من أوضاع متردية، بهدف إعادته إلى الخدمة وتقديم الرعاية الصحية للسكان.
انهيار القطاع الصحي بسبب الحرب والإهمال
لطالما عانى القطاع الصحي في دير الزور من تهميش كبير خلال حكم النظام السابق، حيث كانت المستشفيات تعاني من نقص التمويل والمعدات الطبية ومع اندلاع الحرب، تعرضت العديد من المنشآت الطبية للتدمير، بينما أدت موجات النزوح إلى تفاقم الضغط على ما تبقى من المرافق الصحية، أدى ذلك إلى ارتفاع معدلات الأمراض، خصوصًا مع انتشار الأوبئة كالكوليرا والتيفوئيد، في ظل غياب الرعاية الطبية الكافية.
إذ تعاني محافظة دير الزور من انهيار شبه كامل في القطاع الصحي، نتيجة سنوات طويلة من الإهمال الحكومي خلال حكم النظام السابق، إلى جانب تداعيات الحرب التي دمرت البنية التحتية الطبية، فالمستشفى الوطني في المدينة، الذي يُفترض أن يكون المرفق الصحي الأهم، يفتقر إلى الأدوية والتجهيزات الأساسية، فيما تعاني باقي المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في الموارد الطبية والكوادر المؤهلة، ما جعل الحصول على الرعاية الصحية تحديًا حقيقيًا لسكان المحافظة.
خطوة أولى على طريق إعادة تأهيل القطاع الصحي
يمثل الدعم الحالي خطوة أولى في رحلة طويلة نحو إعادة بناء القطاع الصحي في دير الزور، حيث لا يزال معظم السكان غير قادرين على تحمل تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة، ويعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، ورغم أهمية هذه الجهود، فإن الحاجة لا تزال ملحّة لمزيد من المشاريع الداعمة، لضمان وصول الخدمات الطبية الأساسية إلى جميع سكان المحافظة، التي عانت طويلاً من الإهمال والدمار.