دمشق وريفها: ارتفاع أسعار الوقود يفاقم أزمة الشتاء

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

اجتاح منخفض جوي معظم المحافظات السورية، متسببًا بموجة صقيع شديدة، فيما تشير التوقعات إلى أن درجات الحرارة ستبلغ أدنى مستوياتها فجر الثلاثاء، وفي ظل ارتفاع أسعار المازوت وضعف القدرة الشرائية، يواجه سكان دمشق وريفها صعوبة كبيرة في تأمين مواد التدفئة، مما يزيد من معاناتهم خلال هذا الطقس القاسي.

يصل سعر لتر المازوت في محطات الوقود 10 آلاف ليرة سورية، بينما يباع بـ 11 ألفاً على البسطات الشعبية المنتشرة بكثرة في الأسواق والشوراع العامة، حسب ما رصدته منصة سوريا 24.

وتحتاج العائلة بشكل وسطي إلى خمسة لترات يوميًا للتدفئة، ما يعني أن التكلفة اليومية تصل إلى 50 ألف ليرة، وهو مبلغ يفوق قدرة الكثير من الأسر، خاصة مع تدني مستوى الدخل.

تقنين واستهلاك محدود بسبب الغلاء

بسبب هذه الأسعار المرتفعة، تلجأ العديد من العائلات إلى تقنين استهلاكها من المازوت، حيث تكتفي بلترين أو أقل يوميًا، رغم موجة الصقيع التي تضرب المنطقة.

ولاء الأحمد، من سكان مدينة التل بريف دمشق تقول في حديثها إلى منصة سوريا 24 : إنها تكتفي بشراء لترين فقط من المازوت بشكل يومي، وتشعل المدفأة فترتي الصباح الباكر والمساء فقط، حيث تكون درجات الحرارة أكثر بردوة، فيما تبقى طيلة النهار دون تدفئة ما تسبب بمرض أطفالها الثلاثة.

بينما تخلت كثير من الأسر تمامًا عن التدفئة هذا العام، نظراً لعجزها عن تحمل هذه التكاليف، ويعتمد آخرون على وسائل بديلة مثل الملابس الثقيلة أو الاحتماء في غرفة واحدة مغلقة لتقليل استهلاك الوقود.

الكهرباء ليست بديلاً فعالًا

ورغم التحسن الطفيف في وضع الكهرباء هذا الشتاء، حيث تصل في بعض المناطق لساعات أكثر مما كان عليه الحال في السنوات الماضية، إلا أن الاعتماد على المدافئ الكهربائية لا يبدو حلاً عمليًا، إذ أن التقنين لا يزال شديدًا، كما أن تكلفة تشغيل المدافئ الكهربائية مرتفعة أيضًا، مما يجعلها خيارًا محدودًا لدى معظم العائلات وفق ما أكدته ولاء.

واقع يزداد صعوبة وحلول غائبة

في ظل هذه الظروف، يجد الكثيرون أنفسهم أمام شتاء قاسٍ دون أي حلول ملموسة، حيث لا توجد حتى الآن أي مبادرات حكومية فعالة لدعم العائلات في تأمين الوقود بأسعار مناسبة، وبينما تستمر موجات الصقيع، يبقى خيار التدفئة رفاهية بعيدة المنال بالنسبة للعديد من الأسر التي تصارع لتأمين لقمة العيش في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.

مقالات ذات صلة