أكد عدد من مربي الماشية في الرقة في حديثهم لمنصة سوريا ٢٤، على حجم المعاناة التي تواجههم من جراء أمراض بدأت تفتك بأغنامهم وتزيد من حجم خسارتهم.
وأوضح مراسلنا في المنطقة، أنه بالإضافة إلى الجفاف الذي ضرب المنطقة هذا العام وانخفاض أسعار المواشي بسبب شُحّ المراعي، بدأ داء “الحمة القلاعية” بالانتشار بشكل كبير بين الخراف، ليشكل تهديدا خطيرا لمربي المواشي.
وفي هذا الجانب، قال المربي محمد الأحمد (78 عامًا) في حديثه لمنصة سوريا ٢٤: “أربي المواشي منذ أكثر من خمسين عامًا، لكننا لم نتعرض لهذا الوباء من قبل”. ويضيف الأحمد: “لقد نفق لدي 56 خروفًا خلال الشهر الماضي، وما زال الوباء يفتك بأغنامي على الرغم من علاجها بيطريًا، ولكن دون جدوى”.
أما المربي حسين الحمد (35 عامًا)، فقد أشار في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، إلى أن هذا الوباء لا يستجيب للأدوية البيطرية التي يتم إعطاؤها للخراف.
وتابع الحمد: “لقد عالجت أغنامي قبل الإصابة بعدة أشهر بشكل وقائي، ومع ذلك لم تسلم أغنامي من الإصابة”.
من جانبه، أوضح الطبيب البيطري خليل الأحمد أن هذه الإصابة فيروسية، وقد انتقلت إلى مناطقنا من العراق نتيجة التبادل التجاري للخراف، بحسب وصفه.
وأشار الأحمد في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، إلى أن هذا الفيروس يفتك بشكل مباشر بالخراف الصغيرة، وقد زاد من حدته الجفاف الذي تشهده المنطقة.
وقال: “بدأت الإصابة بالانتشار مع بداية موجة الجفاف خلال الشهر الماضي، وزادت حدتها هذه الأيام تزامنًا مع موجة الصقيع الجافة التي تتعرض لها المنطقة”.
وللسيطرة على هذا الوباء، أكد الأحمد أنه يجب على وزارة الصحة توفير أدوية مضمونة وذات فاعلية عالية لمربّي الأغنام، مشيرًا إلى أن معظم الأدوية المتوفرة في الأسواق مجهولة المصدر ولا تخضع للرقابة الدوائية، بحسب قوله.
ويبقى الوضع في غاية الخطورة، حيث تحتاج المنطقة إلى تدخل عاجل لتوفير العلاجات المناسبة والحد من انتشار هذا الوباء الذي يهدد الثروة الحيوانية في الرقة.
ويعاني المزارعون من صعوبات عديدة، أبرزها: ارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة الجفاف، وانخفاض أسعار الأغنام بسبب ضعف الحركة التجارية، بالإضافة إلى تزايد تكاليف التربية، الأمر الذي يجعل من تربية الأغنام هذا العام معاناة حقيقية بالنسبة للمربين.
تجدر الإشارة إلى أن تربية الأغنام تحتل المرتبة الثانية في الاقتصاد المحلي لمدينة الرقة بعد الزراعة، حيث يمتهنها أكثر من 30% من سكان المنطقة كمصدر رئيسي للدخل.