إدلب:جهود مستمرة لترميم المدارس وتحسين البيئة التعليمية

Facebook
WhatsApp
Telegram

في ظل التحديات التي تواجه قطاع التعليم في الشمال السوري، تواصل مديرية الأبنية المدرسية وعدد من منظمات المجتمع المدني جهودها في ترميم وتأهيل عدد من المدارس المتضررة في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي، منها ريف المعرة الشرقي، وذلك بهدف تحسين البيئة التعليمية للطلاب مع اقتراب العام الدراسي الجديد تزامنًا مع بدء عودة الأهالي إلى تلك المناطق.

وشملت الأعمال الجارية مدارس ثانوية معرشورين، وإعدادية معرشورين، وإعدادية عبد الكريم السرجاوي ومدارس أخرى في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي.

تحديات الترميم وإعادة فتح المدارس

وفي حديث خاص لمنصة “سوريا 24”، أوضح محمد الحنون، مدير الأبنية المدرسية، أن نسبة الدمار في المدارس التي يتم ترميمها جزئية، مما يسمح بإعادة تأهيلها دون الحاجة إلى إعادة البناء الكامل. وأشار إلى أن العمل يجري وفق خطط مدروسة تستهدف المدارس الأكثر احتياجًا، مع التركيز على المناطق التي بدأت تشهد عودة تدريجية للأهالي.

وأضاف أن “المدارس في هذه المناطق تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة القصف والاستهداف المباشر، وهو ما أدى إلى تعليق الدراسة لفترات طويلة. لكننا اليوم نعمل على إعادة الأمل للطلاب والأهالي عبر ترميم المدارس وإعادة فتحها تدريجيًا، رغم التحديات اللوجستية وضعف الموارد المتاحة”.

كما شدد الحنون على أهمية دعم قطاع التعليم بشكل مستدام، مشيرًا إلى أن البنية التحتية التعليمية لا تزال بحاجة إلى مزيد من الجهود والتدخلات، خاصة في ظل تزايد أعداد الطلاب العائدين إلى المنطقة.

تأثير الحرب على العملية التعليمية وآفاق المستقبل

على مدار السنوات الماضية، تعرضت مئات المدارس في إدلب ومحيطها لاستهداف مباشر من قبل قوات النظام السوري وحلفائه، مما أدى إلى تدمير عدد كبير منها جزئيًا أو كليًا، وإخراجها عن الخدمة لفترات طويلة. وقد وثقت منظمات حقوقية وإنسانية استهداف المدارس والمراكز التعليمية في مناطق مختلفة، مما تسبب في مقتل وإصابة طلاب ومعلمين، فضلًا عن إعاقة العملية التعليمية لآلاف الأطفال.

وبحسب تقارير محلية، فإن الهجمات المكثفة التي شهدتها مناطق ريف إدلب الجنوبي والشرقي خلال الأعوام الماضية أجبرت معظم المدارس على الإغلاق، حيث تحولت بعضها إلى ملاجئ مؤقتة للنازحين، بينما بقيت أخرى مدمرة أو غير صالحة للاستخدام، مما دفع العديد من الأطفال للانقطاع عن التعليم.

مع التحسن النسبي في الوضع الأمني، تعمل مديرية الأبنية المدرسية بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية على إعادة تأهيل المدارس المتضررة وفق الأولويات والاحتياجات، حيث بدأ العمل على ترميم تسع مدارس في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، مع الاستمرار في مشاريع الصيانة والترميم في باقي المجمعات التربوية التابعة لمديرية التربية.

تمثل أعمال الترميم الجارية خطوة مهمة نحو إعادة إحياء العملية التعليمية في ريف إدلب، خاصة في ظل الحاجة الملحّة لبيئة تعليمية مستقرة بعد سنوات من النزوح والدمار. ورغم التحديات التي تواجه قطاع التعليم، إلا أن الجهود المبذولة حاليًا تعكس حرص المعنيين على ضمان استمرار التعليم للأطفال، في ظل واقع لا يزال يفرض تحديات عديدة على مستقبل الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة