حذّر عدد من أبناء اللاذقية والساحل السوري في حديثهم لمنصة سوريا ٢٤، من انتشار صهاريج الغاز بشكل عشوائي في شوارع المدينة، وسط غياب كامل لإجراءات السلامة والأمان.
وأصبحت هذه الصهاريج جزءاً من المشهد اليومي للمدينة، وباتت تُعتبر بمثابة “قنابل موقوتة”، حيث يمكن أن تنفجر في أي لحظة نتيجة الإهمال وسوء التخزين.
وتشير التحذيرات إلى أن هذه الصهاريج تمثل خطراً كبيراً على سلامة المواطنين، خاصة مع عدم اتباعها لأبسط معايير الأمن والسلامة: “هذه الصهاريج كانت تقف في الساحات العامة والطرقات دون رقيب أو حسيب، مما يثير الخوف من كارثة محتملة قد تحدث في أي لحظة”، حسب أبو محمد اللاذقاني، أحد سكان المدينة.
غياب الرقابة وتجاهل التحذيرات
وأضاف اللاذقاني في حديثه لمنصة سوريا ٢٤: “قبل أيام انفجر أحد صهاريج البنزين عند دوار المحطة، فكيف الحال بصهاريج الغاز التي تحتوي على مواد قابلة للانفجار بشكل أسرع وأخطر؟”، مؤكداً أن الغاز أصبح متوافراً في المحلات، والبنزين متوافراً في الكازيات، وبالتالي لا يوجد أي مبرر لاستمرار هذا الوضع الخطير.
من جهته، أوضح حسين الشيخ في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أن هذه الصهاريج تتواجد كذلك في بانياس، حيث تفتقر إلى أبسط وسائل الأمان: “هذه الصهاريج ليست سوى عبارة عن هيكل معدني به ميزان وأنبوب لنقل الغاز مع صمام. أي حادث بسيط، مثل احتكاك أو ارتفاع درجة الحرارة، يمكن أن يؤدي إلى كارثة كبيرة، خاصة وأنها غالباً ما تتواجد في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مثل الأسواق”.
ويعتمد مبدأ عمل هذه الصهاريج على نقل الغاز السائل الذي يتحول إلى غاز عند تعرضه لارتفاع في درجة الحرارة أو انخفاض في الضغط: “إذا وصل مستوى الغاز في الصهريج إلى النصف أو أقل، فإن الغاز يتحول فجأة إلى حالته الغازية، مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الصهريج وقد يتسبب في انفجار هائل، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف”، وفق ما ذكر الشيخ.
حلول مقترحة وضرورة التحرك العاجل
من جانبه، نقل عادل شخيص، أحد سكان اللاذقية، عن مصدر في مجلس المحافظة قوله إن هذه الصهاريج وتواجدها في الشوارع هو مجرد “حل إسعافي” لتلبية احتياجات المواطنين، لكن شخيص يرى أن هذا الحل ليس فقط مؤقتاً بل غير مدروس تماماً، حيث يُشبه انتشار الصهاريج بانتشار البسطات العشوائية التي تبيع المواد الغذائية والألبسة على الأرصفة.
وتساءل شخيص في حديثه لمنصة سوريا ٢٤: “هل يعقل أن يتم التعامل مع حاجات الناس بهذه الطريقة العشوائية؟ هناك حاجة ماسة لتنظيم عملية توزيع الغاز عبر آليات أكثر أماناً وفعالية”.
وتابع: “صهاريج الغاز كانت تقف في أماكن مثل مشروع الصليبة، ولكنها تختفي عند مرور دوريات البلدية أو الأمن العام، ثم تعود بعد ذهاب الدوريات، مما يدل على وجود تواطؤ أو إهمال واضح”.
وهناك مجموعة من الإجراءات، حسب ما ذكر حسين الشيخ، والتي يجب اتخاذها بشكل عاجل لضمان سلامة المواطنين:
• يجب أن تتواجد هذه الصهاريج في أماكن محددة وبعيدة عن المناطق السكنية الكثيفة.
• يجب توفير سيارات إطفاء قريبة من هذه الأماكن تحسباً لأي طارئ.
• يجب العمل على تقليص مدة استلام جرة الغاز بحيث تكون متوفرة بشكل دائم للمواطنين، مما يلغي الحاجة لهذه الصهاريج الجوالة.
وفي الوقت الذي يطالب فيه المواطنون بضرورة وضع حد لهذا الخطر المتنقل، يبدو أن الجهات المعنية لا تزال غير مكترثة بما يحدث: “نحن نعيش في حالة من القلق المستمر، لأننا لا نعرف متى يمكن أن يحدث انفجار يؤدي إلى كارثة إنسانية، المسؤولون يجب أن يتحركوا الآن قبل فوات الأوان”، وفق أبو محمد اللاذقاني.
ويبقى الوضع في اللاذقية نموذجاً واضحاً لغياب التخطيط والرقابة، وهو ما يستدعي تحركاً عاجلاً لحماية حياة المواطنين من خطر قد يكون قاب قوسين أو أدنى.