أعلنت “المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني” التابعة للنظام السوري عن خروج مسلسل “ترجمان الأشواق” من السباق الرمضاني، في حين نفت المؤسسة من أن يكون المسلسل قد مُنع في سوريا، وإنما تم تأجيل عرضه.
وجاء في بيان المؤسسة وفق ما رصد موقع SY24: “بعد مشاهدة العمل (ترجمان الأشواق) من قبل لجنة الرقابة المكلفة من قبل وزارة الإعلام، تم الاتفاق على عرض العمل المتميز فنياً لاحقاً في الوقت المناسب، وعدم منعه كما أشيع في بعض وسائل التواصل الاجتماعي والعمل على تسويقه إلى المحطات الخارجية، بعد أن يتم تجاوز الملاحظات الفنية والموضوعية”، وفقاً لها.
وأشادت اللجنة الرقابية بما وصفته “الجهد الفني والإبداعي” المبذول من قبل فريق العمل.
ويرى بأن كل الاعتقادات والمبادئ والقيم التي تقوم عليها الشخصية الوطنية بحاجة لإعادة نظر، نافياً أن يكون كلامه هذا كلام مثقف أو تنظيراً رغم أن شخصيات المسلسل مثقفة، وهو يقدم شخصية باحث وكاتب ومترجم. حيث يرى بأن الكثير من النشطاء السياسيين في الخارج دخلوا هذا المعترك، واصفاً إياه “بالمعترك الإبداعي”.
وأوضح عباس النوري إن تبنيه لمشروع مسلسل “ترجمان الأشواق” ليس تلميعاً له، لكنه يعلن مسؤوليته عن مشروع استطاع من خلاله تحقيق جزء بسيط من “طموحاته الشخصية” بهذا النوع من الأعمال الذي يحمل مقاربة شديدة من الحياة كما هي، وفقاً له.
وقال النوري: إن “الاختلاف والتنوع موجود في حياتنا، وهذا سر حياتنا كسوريين بأن نبقى متنوعين ومختلفين لكن غير متناقضين” على حد تعبيره.
ورأى عباس النوري أن هناك تقليد عام في الأعمال السورية يكمن في تنميط للشخصيات ليتم نحتها حتى ينتج عنها شخصية تشبه الحياة لكن من وجه نظرها، لا تشبه الحياة بالضرورة مئة بالمئة.
وشرح ذلك بقوله: “أنا أريد أن أشبهها مئة بالمئة، بلحم ودم الناس التي نراها في الشوارع والأزقة أو في البيوت والناس التي تقاتل أو تقتل. جميعهم يشبهون الحياة ونماذج منها شئنا أم أبينا، عارضناهم أو اختلفنا معهم أو وافقناهم”.
ولا يرى النوري أن مسلسل “ترجمان الأشواق” مسلسلاً نخبوياً، بنظره، فهو أراد أن يُظهر شخصية السجين السياسي وسجين الرأي في تسعينيات القرن العشرين – هذا الشخص الذي يستمر بالمعاناة حتى في الوقت الراهن – مع النظام السياسي القائم.
ويرى بأن كل الاعتقادات والمبادئ والقيم التي تقوم عليها الشخصية الوطنية بحاجة لإعادة نظر، نافياً أن يكون كلامه هذا كلام مثقف أو تنظيراً رغم أن شخصيات المسلسل مثقفة، وهو يقدم شخصية باحث وكاتب ومترجم. حيث يرى بأن الكثير من النشطاء السياسيين في الخارج دخلوا هذا المعترك، واصفاً إياه “بالمعترك الإبداعي”.
وبرأيه أن النشاط السياسي هو مشروع آخر يمكن للمثقف أن يدخله من زاوية وصفها جزافاً بالـ “عقائدية” والتي رأى أنها استخدمت بشكل جردها من مفهومها.
وقال: “هو مفهوم مبني على العقيدة ونحن اليوم نواجه مسألة ما فوق العقيدة وهي الحياة، فالحياة أهم”.
واعتبر النوري قائلاً إن “موروثاتنا هي من ساهمت بتشكيل شخصياتنا، ونشأنا على مفهوم الخوف و”البعبع”، وهو ما يراه بأنه عنصر رئيسي في تشكيل شخصياتنا.
ويضيف: “تمّ تخويفنا من التربية، من البعبع، من الله، كما لو أن الله لا يريد سوى معاقبتنا فقط لا غير. الله هو الحب والحب هو الحياة ولم يخلقها رب العالمين إلا لتكون جميلة ويجب أن نرى جمالها. فجمالها بتنوعنا واختلافنا”.
فبحسب النوري، هذا ما يحاول “ترجمان الأشواق” تقديمه للمشاهد، بعيداً عن اللغة المتخفية أو الكلام البلاغي والأدبي، على العكس فهو يقدم الحياة كما هي. وهذا ما يجعله يدخل برأيه في فئة الشعبية لا “النخبوية”.
ويرى عباس النوري بأن شخصية “نجيب” التي يقدمها تشبه كثير من الشخصيات التي رآها الناس على الشاشات في وجوه المعارضة أو الموالاة.
ويضيف: “تمّ تخويفنا من التربية، من البعبع، من الله، كما لو أن الله لا يريد سوى معاقبتنا فقط لا غير. الله هو الحب والحب هو الحياة ولم يخلقها رب العالمين إلا لتكون جميلة ويجب أن نرى جمالها. فجمالها بتنوعنا واختلافنا”.
ويقول: “علينا أن نرى الشارع في الشاشات كما هو، فالشارع ليس فقط اللافتات المكتوبة للمناسبات الحزبية أو الوطنية. الشارع ليس لافتة، الشارع هو الناس”.
وانتقد عباس النوري شركات الإنتاج الخاصة الحالية، متمنياً وجود البعض من التقاليد الإنتاجية التي كانت قائمة أيام التلفزيون السوري في الستينات. مفتقداً السوية العالية التي كانت تدير الأعمال ومفهوم طاولة الحوار والمناقشة والبروفات.
وشرح بقوله: “كان هناك مجموعة من الكتاب ويتواجد أهم مثقفي سوريا لإدارة الشأن الدرامي سواء في الدائرة التمثيلية أو مديرية الإنتاج منهم زكريا تامر ومحمد الماغوط وعبد العزيز هلال”.
ويتساءل: “من هم المراجع الذين يقومون بقراءة الأعمال أو أخيارها في شركات الإنتاج الحالية؟”.
ورأى النوري أن المرجع الوحيد هو الهاتف الذي يطلبون من خلاله أعمالاً بهذا الاتجاه أو ذاك.
واعتبر أن هناك استباحة كبيرة للكتابة وللفكرة وللمؤلفين، ويتوجب علينا تقديم للمشاهد ما يتسم بالإدهاش والمتعة.
واستطرد قائلاً: “أصبح المشهد الدرامي والثقافي والفني مثقوباً ومتشظياً وقد فقدنا الكثير من الأعلام والشركاء في العمل من الفنانين السوريين خارج الوطن”.
وختم قوله: “أن يختار الفنان مشروع سياسي هو تصغير للمشروع الثقافي ويجب أن يبقى المشروع السياسي على هامش المشروع الثقافي، فالناس هم الأهم وليس العلاقة مع السياسة أو مع الأنظمة والأحزاب”.