عقدت القوى الوطنية في محافظة السويداء، يوم الأربعاء، مؤتمراً للتأكيد على الهوية الوطنية للمحافظة، ورفض التهديدات الإسرائيلية المتكررة، والتصدي لمحاولات تسييس الطائفة درزياً ومذهبياً. وشارك في المؤتمر نحو 400 شخصية تمثل مختلف التيارات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني في المحافظة.
رفض محاولات ربط السويداء بالاحتلال الإسرائيلي
أكد نضال بوصبح، الناشط السياسي في التجمع المهني، أن المؤتمر جاء في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية، ومحاولات بعض الأطراف من أبناء الطائفة الدرزية في فلسطين التأثير على قرار أبناء السويداء وربط المحافظة بالاحتلال الإسرائيلي.
وفي تصريح لمنصة سوريا 24، قال بوصبح:
“المجتمعون رفضوا تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مسألة الانفصال، وأكدوا على الهوية الوطنية السورية لكل أبناء المحافظة، ورفضهم محاولات استغلال الطائفة الدرزية في فلسطين لتمرير أجندات صهيونية”، مشدداً على أن دروز فلسطين عرب قبل أي شيء.
وأضاف: “نحن في السويداء نؤكد أن مسلمي سوريا ومسيحييها وسريانها جميعهم سوريون، ولا نقبل محاولات تقسيمية تعتمد على الهوية الدينية. كما أن لا مبرر لأي تدخل خارجي، سواء من أي درزي فلسطيني أو أي شخص آخر، في شؤوننا الوطنية السورية”.
كما ناقش المؤتمر الوضع الداخلي في سوريا، حيث تطرق إلى قضايا الشفافية بين الدولة والمجتمع، بالإضافة إلى تأثير الوضع الاقتصادي على السكان، والذي يستغله بعض الأطراف لتجنيد أفراد ضد الدولة.
رسالة واضحة: السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا
من جهتها، أكدت عفاف العريضي لمنصة سوريا 24: “الرسالة الأساسية للمؤتمر هي أن السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، ونرفض أي تدخل خارجي، ونسعى إلى تكريس الهوية الوطنية، والمشاركة الفاعلة في مستقبل البلاد، والعيش في دولة تضمن الأمن والاستقرار لكل مواطنيها”.
التصريحات الإسرائيلية تثير الجدل
في الأيام الماضية، حاولت إسرائيل استغلال الأحداث الأخيرة في جرمانا بريف دمشق، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس عن استعداد الجيش الإسرائيلي “لحماية دروز جرمانا” من ما وصفوه بـ”تهديدات النظام السوري الجديد”.
وفي رد واضح، صرّح الشيخ ليث البلعوس لمنصة سوريا 24، في وقت سابق، : “موقفنا واضح تجاه التصريحات الإسرائيلية، فسوريا وطننا، والتاريخ يشهد أن الجنوب السوري كان وما زال من يوحد الوطن”.
وأضاف: “نرفض أي تدخل خارجي في شؤون سوريا، وستتفوق الإرادة السورية على أي محاولات لزعزعة الاستقرار”.
جنبلاط: الصهيونية تحاول استغلال دروز المنطقة
من جانبه، حذّر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط من “مشروع خطير يهدف إلى جرّ ضعفاء النفوس إلى صراعات داخلية”، مؤكداً أن إسرائيل تحاول التمدد في جبل العرب كما استغلت بعض الدروز في فلسطين ضد الفلسطينيين.
كما هاجم جنبلاط الشيخ موفق طريف، قائلاً: “يدّعي تمثيل دروز المنطقة بالتعاون مع الصهيونية، لكنه لا يمثلنا”.
بيان ختامي لتثبيت الموقف الوطني
ومن المقرر أن يصدر بيان ختامي عن المؤتمر، يتم إعداده من قبل 20 شخصية من المشاركين، يؤكد على وطنية أبناء السويداء ورفض التهديدات الإسرائيلية، في خطوة تهدف إلى توضيح الموقف الرسمي للمحافظة تجاه القضايا المطروحة.
